طالبان تعلن عن “مفاوضات جارية” مع الحكومة الأفغانية.. تريد تسلُّم العاصمة “سلمياً” دون قتال

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/15 الساعة 09:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/15 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
وفد من طالبان - رويترز

أعلنت حركة طالبان، صباح الأحد 15 أغسطس/آب 2021، أن "مفاوضات جارية" لضمان عملية تسليم العاصمة كابول، سلمياً دون قتال، فيما لم تعقب الجهات الحكومية رسمياً على ذلك. 

وقالت الحركة التي تحرّك عناصرها بشكل واسع صباح الأحد في هجوم على العاصمة، إنها أمرت قواتها بالوقوف على تخوم كابول وعدم محاولة دخولها. 

المتحدث باسم طالبان أكد أن الحركة "لا تريد دخول العاصمة كابول بالقوة أو بالحرب، ونفضل الدخول بسلام". 

كما قال إن الحركة ستتخذ خطوات جادة لحماية الأموال والممتلكات في كابول، مضيفاً: "نطمئن جميع أصحاب البنوك والتجار في كابول بأن ممتلكاتهم لن تتضرر".

وأشار المتحدث إلى أن حركته لا "ترغب في سقوط أي مدني قتيلاً أو جريحاً مع توليها زمام الأمور، لكنها لم تعلن وقفاً لإطلاق النار".

في المقابل، تحدث القصر الرئاسي عن إطلاق نار في مناطق في كابول، مشيراً إلى أن القوات الأفغانية تدافع عن العاصمة بالتنسيق مع شركائها الدوليين.

فيما تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن تواجد عناصر لطالبان داخل العاصمة، وقد تداول ناشطون صوراً ومواقع جغرافية لتواجدهم. 

تطورات سريعة 

كان مسؤول محلي قد أعلن مساء السبت سيطرة حركة "طالبان" على مدينة "مزار شريف"، عاصمة إقليم "بلخ" شمالي البلاد، الأمر الذي جعلها تقترب أكثر فأكثر من العاصمة كابول.

حيث نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن عباس إبراهيم زادة، النائب البرلماني عن إقليم بلخ، قوله إن "الجيش الوطني استسلم أولاً؛ ما دفع الميليشيات الموالية للحكومة والقوات الأخرى إلى فقدان الروح المعنوية، والاستسلام في مواجهة هجوم طالبان".

زادة أشار إلى أن "عبدالرشيد دوستم وعطا محمد نور، من أمراء الحرب السابقين الذين يقودون آلاف المقاتلين، فروا من المدينة، ولم يُعرف مكانهم".

فيما ذكرت "أسوشيتد برس" أن "سقوط مزار الشريف، رابع أكبر مدينة في البلاد، والتي تعهدت القوات الأفغانية واثنان من أمراء الحرب السابقين الأقوياء بالدفاع عنها، منح المسلحين إمكانية السيطرة على شمال أفغانستان، وحصر الحكومة في الوسط والشرق".

من بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضة "طالبان" قندهار، التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات، ثالث أكبر مدينة بالبلاد، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة كابول، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.

بذلك، باتت 23 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة حركة طالبان، بعد سيطرتها على عواصم 4 ولايات، السبت.

في وقت سابق السبت، سيطرت "طالبان" على عواصم ولايات باكتيكا وبكتيا وكونار (شرق)، الحدودية مع باكستان.

كما سيطرت على مدينة "بل علم"، عاصمة إقليم لوغار التي تقع على بُعد نحو 70 كيلومتراً جنوبي كابول، التي يمكن شن هجوم منها على العاصمة.

يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.​​​​​​

تحميل المزيد