قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الخميس 12 أغسطس/آب 2021، إن السلطات بمدينة غينت البلجيكية أخطرت سائقي المركبات في المدينة بأن السائقين الذين تصدر عن سياراتهم موسيقى صاخبة أو عوادم ملوثة للبيئة أو الذين يستخدمون أبواق سياراتهم بصوت عالٍ بلا داع، معرَّضون لمصادرة سياراتهم؛ لخرق لوائح مناهضة الضوضاء.
يأتي ذلك بعد أن أقرَّت المدينة الفلمنكية لائحةً جديدة في يوليو/تموز 2021، تسمح للشرطة باحتجاز المركبات التي يُحدِث سائقوها ضوضاء مفرطة، سواء كان عن طريق تشغيل موسيقى صاخبة أو القيادة المتهورة أو إدخال تعديلات على محركات السيارات وأنابيب العادم لجعل سياراتهم أعلى صوتاً.
شكاوى متزايدة
من جانبها قالت سلطات المدينة إنها تلقت شكاوى متزايدة بشأن السيارات المزعجة في شوارعها، واستشهدت بإحدى الشكاوى الجماعية التي وردت إليها في يونيو/حزيران 2021، عندما نزل 120 شخصاً إلى الشوارع؛ للاحتجاج على ظاهرة ارتفاع أصوات محركات السيارات وأنابيب العادم.
حيث قال برام فان لو، المستشار القانوني والأمني لعمدة مدينة غينت، إن أسباب الضوضاء في المدينة متعددة، ومنها: "السيارات ذات الأصوات العالية جداً بسبب المحركات أو أنظمة المحركات المعدَّلة أو أنظمة الصوت المعزَّزة أو أنابيب العادم، إضافة إلى أصوات التسارع والتوقف والدوران والقيادة بسرعة مفرطة".
بموجب اللائحة الجديدة، يحق للشرطة احتجاز السيارات لمدة 72 ساعة على الأقل، من السائقين الذين يخالفون اللوائح الخاصة بالضوضاء، كما يتحمل أصحاب السيارات تكلفة سحب وتخزين السيارة. وقد دخل القانون بالفعل حيز التنفيذ الشهر الماضي، على أن يُعاد تقييمه بنهاية هذا العام ويُنظر في استمراره من عدمه.
نتائج بخصوص تطبيق القانون
كما قال فان لو، إن من السابق لأوانه حالياً التصريح بأي نتائج بخصوص تطبيق القانون، حتى تلك المتعلقة بعدد السيارات التي صُودرت حتى الآن، لكنه قال إن ما ورد إليه يشير إلى أن السكان المحليين راضون عن هذه الإجراءات.
كانت منظمة الصحة العالمية ربطت التلوث الضوضائي بأمراض عدة، مثل: فقدان السمع، وطنين الأذن، وأمراض القلب، واضطرابات النوم، و"الانزعاج" العام، واعتبرته إحدى المعضلات البارزة للتحضر.
يأتي ذلك فيما يعاني نحو 113 مليون شخص في المنطقة الاقتصادية الأوروبية تداعيات التلوث الضوضائي ليلاً ونهاراً، بسبب حركة المرور السريعة على الطرق، والتي تصدر أصواتاً تتجاوز 55 ديسيبل، وهي العتبة التي تصبح فيها الضوضاء ضارة بصحة الإنسان، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
إلى الشمال الشرقي من مدينة غينت، تأمل مدينة روتردام الهولندية أيضاً اتخاذ إجراءات صارمة ضد السائقين المزعجين. وذلك بعد أن وجد تحقيق أُجري الصيف الماضي، بشأن التلوث الضوضائي، أن 3% من السائقين -نحو 100 مركبة- كانوا مسؤولين عن نحو 100% من الضوضاء الزائدة التي أمكن رصدها.
لكن بعد تركيب كاميرات وشاشات صوتية في ثلاث نقاط بوسط المدينة، وجد الباحثون أن 97% من السائقين كانوا ضمن المعايير الطبيعية للضوضاء.
رغم ذلك، فإن نسبة 3% المشار إليها من السائقين تتسبب بتجاوزها الحدود الطبيعية للضوضاء، في حدوث مشكلات كبيرة. وقال متحدث باسم سلطات المدينة: "تلقينا كثيراً من الشكاوى من سكان روتردام، الذين قالوا إنهم لا يذوقون طعم النوم طوال الليل، لأن بعض السائقين يقودون سياراتهم بسرعات جنونية".