قال موقع Axios الأمريكي، في تقرير له، الخميس 12 أغسطس/آب 2021، إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يحاول تنظيم قمةٍ أواخر أغسطس/آب، حتى يجمع جارتي العراق المتخاصمتين، السعودية وإيران، على الطاولة نفسها للمرة الأولى منذ سنوات، وذلك بهدف "المساعدة في تهدئة التوترات، والتوسط في التفاهمات الإقليمية"
وتأتي هذه المبادرة، حسب المصدر نفسه، في أعقاب الهجوم على ناقلة النفط Mercer Street، وفي خضم زيادة الهجمات الحوثية على السعودية، إضافة إلى تولّي الحكومة الإيرانية الجديدة السلطة في وقتٍ حاسم بالنسبة للاتفاق النووي الخاص بعام 2015.
دعوة الكاظمي
فيما تحاول مبادرة الكاظمي البناء على المحادثات السرية التي جرت بين مسؤولي المخابرات السعودية والإيرانية خلال الربيع في بغداد.
وقد ركّزت تلك المحادثات على اليمن. لكن الكاظمي يريد الآن توسيعها لتشمل القضايا الإقليمية الأكبر، كما يرغب في الارتقاء بالحوار إلى المستوى السياسي.
مطلع الأسبوع الجاري، بعث الكاظمي بدعواتٍ إلى العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب، زار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين طهران، وقدَّم الدعوة إلى الرئيس إبراهيم رئيسي.
كما بعث الكاظمي بدعوةٍ إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قبلها بدوره.
يُذكر أنه من المتوقع عقد القمة خلال الأسبوع الأخير من أغسطس/آب، رغم أنه لم يتضح بعدُ ما إذا كان جميع القادة سيحضرونها.
توتر مستمر بين الرياض وطهران
آخر فصوله يعود إلى الثالث من أغسطس/آب الماضي، عندما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إنه يرى أن إيران باتت أكثر جرأة وأنها تنتهج أساليب سلبية في أنحاء الشرق الأوسط وتُعرض الملاحة البحرية للخطر، فضلاً عن تسليح الحوثيين والضلوع في المأزق السياسي بلبنان.
أضاف الوزير لمركز أبحاث أمريكي عبر الإنترنت: "في جميع أنحاء المنطقة لاتزال إيران تتصرف بجرأة أكثر"، في إشارة إلى التقارير التي أفادت بأنه من المعتقد أن قوات مدعومة من إيران استولت على ناقلة نفط قبالة ساحل الإمارات.
الوزير السعودي قال في المناسبة نفسها: "إيران نشطة للغاية في المنطقة بنشاطها السلبي، سواء كان مواصلة تزويد الحوثيين بالأسلحة، أو تعريض الملاحة في الخليج العربي للخطر، وهو ما تلقينا تقارير عنه اليوم يمكن أن تشير إلى نشاط إضافي هناك". وأضاف أن إيران حرَّضت على المأزق السياسي الذي قوَّض اقتصاد لبنان.
فخلال كلمته إلى منتدى أسبن الأمني، كرر الوزير أيضاً موقف السعودية المتمثل في أنها يمكن أن تقبل صيغة "أطول وأقوى" من اتفاق إيران النووي لعام 2015 مع الدول الكبرى، إذا كان يضمن عدم حصول طهران في أي وقت على الخبرة اللازمة لصنع أسلحة نووية.
صرح في هذا الخصوص: "من المؤكد أننا نؤيد اتفاقاً مع إيران ما دام هذا الاتفاق يضمن عدم حصول إيران الآن أو في أي وقت على تكنولوجيا الأسلحة النووية"، مضيفاً أن الرياض ترحب بإيران التي تسهم في الأمن والرخاء بالمنطقة.
وقال مستدركاً: "لكن هذا يتطلب انخراط إيران في المنطقة باعتبارها دولة تتصرف بطريقة طبيعية… لا تدعم ميليشيات، ولا ترسل أسلحة إلى جماعات مسلحة، والأهم من هذا كله أن تتخلى عن برنامج نووي يمكن أن يُستخدم في صناعة الأسلحة النووية".