أفاد شهود عيان، الخميس 12 أغسطس/آب 2021، بأن حركة طالبان تمكنت من السيطرة على عاصمة ولاية هرات الأفغانية التي تحمل الاسم ذاته، وتعد ثالث أكبر مدينة في أفغانستان.
إذ نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية عن شهود عيان- لم تكشف عن هويتهم- قولهم إن مدينة هرات (غرب) "باتت تحت سيطرة طالبان"، ليرتفع بذلك إجمالي عدد عواصم الولايات التي تسيطر عليها الحركة إلى 11.
انهيار الحكومة الأفغانية
من ناحية أخرى فقد سبق أن أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية سيطرة "طالبان" على مدينة غزني، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته جنوب شرقي أفغانستان، دون مقاومة من المسؤولين.
حيث قالت الوزارة، في بيان، إنه تم اعتقال محافظ الولاية وعدد من زملائه من قِبل قوات الأمن الأفغانية ظهر الخميس 12 أغسطس/آب، بعدما أعلن رئيس مجلس ولاية غزني في منشور على فيسبوك، تسليم محافظ غزني ولايته إلى حركة طالبان عقب مباحثات عقدها مع زعيم الحركة أبو بكر.
يشار إلى أن ولاية غزني تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة الأفغانية كابول، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.
من جانبها وفي سياق متصل، حثت السفارة الأمريكية في العاصمة كابول، الخميس، رعاياها في أفغانستان على مغادرة البلاد "فوراً". وقالت في بيان، إنه "نظراً إلى الظروف الأمنية وانخفاض عدد الموظفين؛ فإن قدرتنا على مساعدة المواطنين الأمريكيين في أفغانستان محدودة للغاية". وعليه، طالبت السفارة المواطنين الأمريكيين في أفغانستان بالمغادرة "فوراً".
رحيل المواطنين الأمريكيين
تابع البيان: "تؤكد السفارة مجدداً أنه يجب على المواطنين الأمريكيين مغادرة أفغانستان في أقرب وقت ممكن باستخدام وسائل النقل التجارية المتاحة وعدم التخطيط للاعتماد على رحلات الحكومة الأمريكية".
كذلك وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، يحاول إقناع قادة طالبان بضرورة بقاء السفارة الأمريكية في كابول مفتوحة وآمنة.
جاء ذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات الأمنية وتدهور الأوضاع في أفغانستان، على خلفية المعارك المستمرة بين مسلحي حركة طالبان وقوات الأمن الأفغانية.
في المقابل وخلال أقل من أسبوع، تمكنت طالبان من السيطرة على عدد من عواصم الولايات الأفغانية والمراكز الحيوية في البلاد.
فيما كشفت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء، أن طالبان باتت لديها القدرة على السيطرة على العاصمة كابول خلال 3 أشهر.
يُذكر أنه منذ مايو/أيار 2021، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
حيث تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.