أدت فيضانات تسببت بها أمطار غزيرة استمرت لأيام في كوريا الشمالية إلى تضرر أكثر من ألف منزل وإجلاء نحو خمسة آلاف شخص، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي، فيما أعلن الزعيم الكوري كيم جونغ أون حشد الجيش للقيام بعمليات إغاثة في المناطق التي اجتاحتها الأمطار في البلاد، التي تعاني أزمة اقتصادية ونقصاً حاداً في الغذاء.
تأتي هذه التقارير مع تزايُد القلق بشأن الأضرار التي تلحق بالمحاصيل، وتأثيرها المحتمل على الإمدادات الغذائية في كوريا الشمالية، التي لا تتلقى الكثير من الواردات والمساعدات من الخارج، بسبب قيود حدودية تفرضها لمنع انتشار فيروس كورونا، وكذلك بسبب العقوبات الدولية.
بحسب التلفزيون الكوري الرسمي، فقد هطلت أمطار غزيرة على عدة مناطق على الساحل الشرقي، فيما أظهرت لقطات تلفزيونية منازل غمرتها المياه حتى الأسطح، وجسوراً وسدوداً جرفتها المياه.
وقال ري يونج نام، نائب رئيس إدارة الأرصاد الجوية المائية الحكومية للمحطة، إن أجزاء من إقليم هامجيونج الشمالي سجلت أكثر من 500 ملليمتر، بينما تجاوزت مناطق في إقليم هامجيونج الجنوبي متوسط هطول الأمطار الشهري في تلك الأيام.
كما قال "نتوقع المزيد من الأمطار في أغسطس/آب في مناطق مختلفة، بما في ذلك منطقة الساحل الشرقي، ما قد يتسبب في مزيد من الأضرار".
وأظهرت وسائل الإعلام الحكومية على مدى أشهر عملاً جارياً لتدعيم السدود وتحسين الخنادق والجسور والبنية التحتية الأخرى، في محاولة لمنع الأضرار الناجمة عن الفيضانات.
إعلان حشد الجيش
من جانبه، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون حشد الجيش للقيام بعمليات إغاثة في المناطق التي اجتاحتها الأمطار الغزيرة في الآونة الأخيرة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم عقدت اجتماعاً لفرعها في إقليم ساوث هامجيونج بشرق كوريا الشمالية، لمناقشة الأضرار.
قالت الوكالة إن كيم لم يحضر الاجتماع، لكن مسؤولي الحزب نقلوا رسالته بأنه يتعين على الجيش بدء حملة إغاثة وتوفير الإمدادات اللازمة في المنطقة.
وفيما لم تحدد وكالة الأنباء الكورية حجم الأضرار الناجمة عن الأمطار، لكنها قالت إن اللجنة العسكرية بحثت اتخاذ إجراءات طارئة لإعادة بناء المناطق المنكوبة، وتحقيق الاستقرار في حياة الناس، ومنع انتشار فيروس كورونا، وتقليل إصابات المحاصيل.
انهيار اقتصادي
كان الزعيم كيم قد صرّح في يونيو/حزيران، أن البلاد تواجه وضعاً غذائياً صعباً، مشيراً إلى جائحة فيروس كورونا والأعاصير في العام الماضي. وقال البنك المركزي الكوري الجنوبي في الآونة الأخيرة، إن اقتصاد كوريا الشمالية شهد أكبر انكماش له منذ 23 عاماً.
كما أشارت توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، إلى أن كوريا الشمالية تواجه نقصاً في الغذاء بنحو 860 ألف طن هذا العام، محذرة من أن البلاد قد تشهد "فترة قحط قاسية".
الصيف الماضي تسببت سلسلة من الأعاصير المدارية التي ضربت كوريا الشمالية، بفيضانات دمرت الأراضي الزراعية وآلاف المنازل.