أعلن الناطق العسكري باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، السبت 7 أغسطس/آب 2021، أن 30 شخصاً على الأقل من جنود جنوب السودان قُتلوا، وأصيب 13 آخرون، وذلك في اشتباكات ومعارك طاحنة اندلعت بين فصائل متناحرة داخل الذراع العسكرية للحركة، حيث اشتعل صراع بين قوات موالية لريك مشار، نائب رئيس جنوب السودان وفصيل منشق عنها.
حيث قال الكولونيل، لام بول غابريال، في بيان، إن جنوداً بقيادة الجنرال، سايمن غاتويتش دوال، المنافس في الحزب شنوا هجوماً في ولاية أعالي النيل على رجال مشار الذين "صدوا المعتدين"، مؤكداً أن قوات مشار قتلت جنرالين كبيرين، وأكثر من 27 من جنود "العدو"، وخسرت من جهتها ثلاثة عناصر، وفق قوله.
كان القادة العسكريون المنافسون لحزب الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان-المعارضة الذي يتزعمه مشار قد أعلنوا، يوم الأربعاء الماضي، الإطاحة به من زعامة الحزب وقواته المسلحة.
تبع ذلك تسمية رئيس هيئة الأركان العامة للحزب الجنرال سايمون قاتويج دوال زعيماً مؤقتاً للحزب من قبل الجناح العسكري للحزب.
تقويض عملية السلام
هذه التطورات "الكبيرة" تهدد بتقويض عملية السلام الهشة أصلاً في جنوب السودان، والذي أبرم عام 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم الرئيس سلفا كير.
من جهتهم، قال محللون سياسيون إنه مع استمرار انقسام الجيش ورفض بعض الجماعات المسلحة توقيع اتفاق السلام، فإن أحدث انقسام في حركة مشار قد يقوض الاستقرار.
بدوره، اتهم مشار، الذي ساعد في دفع شريكه الرئيس سلفا كير إلى التوصل لاتفاق سلام في 2018 ثم في تشكيل حكومة وحدة وطنية، في 5 أغسطس/آب، القادة العسكريين المنافسين الذين أعلنوا إبعاده من زعامة الحزب والقوات المسلحة بمحاولة عرقلة عملية السلام في البلاد.
فيما قال الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان إنه أبعد مشار بسبب تقويض الإصلاحات.
لكن مشار قال لاحقاً في تعقيب إن الذين أصدروا البيان لم يعودوا أعضاء في مجلس القيادة العسكرية للحركة، مضيفاً: "مخربو السلام هم من خططوا وسهلوا صدور الإعلان".
"دمج القوات في القيادة الوطنية"
مشار تابع أن الهدف الرئيسي لهذا التحرك هو منع دمج القوات في القيادة الوطنية، وهو أحد الأهداف الرئيسية البارزة لاتفاق السلام.
جدير بالذكر أن دولة جنوب السودان استقلت عن جمهورية السودان في 2011، لكنها انزلقت إلى اقتتال داخلي بعد عامين عندما تقاتلت قوات موالية لكير مع قوات مشار في العاصمة.
تسبب ذلك في مذبحة راح ضحيتها مئات المدنيين في جوبا من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، مع تصاعد العنف العرقي الوحشي وأعمال القتل الانتقامية.
في حين تصاعد الاقتتال إلى حرب أهلية قُتل فيها زهاء 400 ألف وتسببت في أكبر أزمة لجوء في إفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.