طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021، بتجميد توزيع الجرعات المعزِّزة للقاحات سعياً لإحلال توازن وإن كان محدوداً، وذلك في مواجهة الهوة التي تفصل بين الدول الغنية؛ حيث تتوافر اللقاحات ضد وباء كوفيد-19 بكثرة، والدول الفقيرة التي لم تتمكن من تلقيح سوى نسبة ضئيلة من سكانها.
"الصحة العالمية" تطالب بتجميد التلقيح
غيبرييسوس قال نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية: "نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الغنية، إلى توجيه غالبيتها إلى الدول الفقيرة"، مؤكداً أن التجميد يجب أن يستمر "حتى نهاية أيلول/سبتمبر على الأقل".
رئيس المنظمة طالب بأن يستمر التجميد "حتى نهاية أيلول/سبتمبر على الأقل" سعياً لتحقيق الهدف الذي حدده في أيار/مايو، وهو تلقيح 10% من جميع سكان العالم ضد كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 4,2 مليون شخص منذ ظهوره في نهاية 2019، بحسب الأرقام الرسمية.
وجاءت تصريحات غيبرييسوس تعليقاً على إعلان ألمانيا وإسرائيل عن حملات لتوزيع جرعة ثالثة "معزّزة" من اللقاحات التي تتطلب جرعتين بالأساس؛ إذ ستخصص هذه الجرعات المعزّزة بشكل أساسي للمسنين الذين لا ينتج نظامهم المناعي كمية كافية من الأجسام المضادة رغم تلقيهم اللقاح كاملاً.
إذ قال: "لبلوغ ذلك، نحتاج إلى تعاون الجميع، لا سيما مجموعة البلدان والشركات التي تتحكم في إنتاج اللقاحات عالمياً"، كما دعا كبرى شركات الأدوية على وجه الخصوص إلى دعم آلية كوفاكس الدولية التي أرسيت لمكافحة انعدام المساواة على مستوى توفير اللقاحات، ومساعدة 92 دولة فقيرة لتحصين سكانها.
كما طالبت منظمة الصحة الشركات ببذل مجهود على جبهة أخرى هي جبهة الأسعار. وتعتزم شركتا فايزر وموديرنا للأدوية زيادة ثمن لقاحيهما اللذين يعتبران الأكثر فاعلية في السوق، بعد تعديلهما لمكافحة متحورات الفيروس، على ما أفاد به وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الإثنين.
ردود رافضة لمقترح "الصحة العالمية"
فيما رد البيت الأبيض على الفور رافضاً دعوة منظمة الصحة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "إنه بديل خاطئ"، مضيفة: "نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين… لسنا بحاجة إلى أن نختار" ما بين توفير جرعات ثالثة للأمريكيين، وهذا لم يتقرر رسمياً بعد في مطلق الأحوال، ومساعدة الدول الفقيرة.
وتعجز "كوفاكس" إلى الآن عن تحقيق مهمتها لعدم توافر الجرعات، ولم توزع سوى جزء ضئيل مما كان مقرراً بالأساس لعدم تمكنها من شراء اللقاحات الضرورية أو لقيام الهند بتجميد تصدير اللقاحات التي تنتج على أراضيها حتى تتمكن من مكافحة تفشي الوباء بين مواطنيها.
غير أن النظام حصل على عشرات ملايين الجرعات التي قدمتها بلدان كانت تملك فائضاً من اللقاحات أو لقاحاً من صنف لا يناسبها، مثل الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى.
ومن أصل أربعة مليارات جرعة أعطيت حول العالم، ذهبت 80% منها إلى البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل، في حين يعيش فيها أقل من 50% من سكان العالم.
وأقرّ المكلّف بآلية كوفاكس داخل منظمة الصحة بروس أيلوارد بأنّ نهاية أيلول/سبتمبر هدف طموح لن يتحقق إذا استمرت الأمور بوتيرتها الحالية.
وأوضح متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية لوكالة الأنباء الفرنسية: "هدفنا مزدوج: نريد تأمين جرعة ثالثة من باب الاحتراز للأشخاص المعرضين للخطر في ألمانيا، وبموازاة ذلك تقديم دعمنا لحملة تلقيح تشمل جميع سكان العالم إن أمكن"، من خلال تقديم عشرات ملايين الجرعات لآلية كوفاكس.
غير أن مسؤولة اللقاحات في منظمة الصحة كايت أوبراين تساءلت حول جدوى جرعة ثالثة وقالت: "لا نملك عناصر أدلة كاملة لنعرف ما إذا كنا بحاجة إليها أم لا".