دقيقو الملاحظة الذين يتابعون أولمبياد طوكيو 2020 سيلاحظون الكثير من التفاصيل، مثل أن يرتدي السباحون الأولمبيون يرتدون قبعتين في المسابقات المائية بالأولمبياد، وهذا ليس استعراضاً منهم أو رفاهية زائدة، بل هناك سبب يجعل من الضروري استخدام قبعتين بدلاً من واحدة.
السباحون الأولمبيون يرتدون قبعتين.. لماذا؟
بصرف النظر عن إبعاد الشعر الطويل عن وجه السباح، يفعل السباحون الأولمبيون هذا لأن كل غطاء يلبي حاجة مختلفة؛ إذ إن الغطاء الداخلي مصنوع من مادة اللاتكس (Latex) لتتشكل بشكل مريح مع الرأس، لكن هذا النوع من القبعات يمكن أن يتجعد عند تعرضه للماء، ما يجعله يصعب مهمة السباح.
لتجاوز هذا التجعّد، يضيف الرياضيون غطاء سيليكون (Silicon) كطبقة واقية خارجية، لأن احتكاك غطاء السيليكون بغطاء اللاتكس يمنع الغطاء العلوي من السقوط.
إذ إن قبعات اللاتكس تميل إلى التجعد أكثر من السيليكون، كما قال ديف سالو، مساعد مدرب لفريق السيدات الأولمبي الأمريكي لعام 2012، سابقاً لموقع Yahoo! الأمريكي.
أما اختيار السيليكون تحديداً للغطاء العلوي، فجاء لأنه أملس وينزلق في الماء بانسياب، على عكس الأنواع الأخرى من القبعات، التي ستجعل مهمة السباحة أصعب.
قد تتساءل: لماذا لا يرتدي السباحون قبعات السيليكون بمفردها؟ لأنه يميل إلى الانزلاق عند وضعه مباشرة على فروة الرأس، كما أشار موقع Quartz الأمريكي.
ولكن لكل قاعدة شواذ، ففي أولمبياد لندن 2012 ، فازت دانا فولمر بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر فراشة، على الرغم من وقوع إحدى القبعتين منها أثناء السباحة، كما أشارت صحيفة The Independent البريطانية.
هناك نظرية أخرى تقول إن القبعتين تساعدان في تثبيت نظارات السباح، ومن خلال تغطية الأشرطة المكشوفة للنظارات الواقية، تقل احتمالات تعرضها للسحب في الماء.
هذا التخفيض في السحب يسمح للسباح بالتحرك عبر الماء بكفاءة أعلى، وبسرعة أعلى، وإنهاء السباق في وقت أسرع.
قبعات لاعبي كرة الماء مختلفة.. لماذا؟
بما أننا نتحدث عن قبعات لاعبي الأولمبياد، قد تكون لاحظت أن قبعات لاعبي كرة الماء مختلفة كثيراً عن القبعات العادية للسباحة، وهذا منطقي، فمع كل الماء الذي يُرش باستمرار خلال لعب كرة الماء، فمن المنطقي أن يرتدي اللاعبون قبعات لمنع المياه من انسداد آذانهم.
فهذه القبعات لها سماعات ذات ثقوب، تساعد على امتصاص تأثير ضربة الكرة أو جزء منها؛ بحيث لا يؤدي ذلك إلى تمزق طبلة الأذن أو أي ضرر آخر.
إذ كتب طبيب الطب الرياضي الأمريكي ديفيد وانغ في مدونة مستشفى الجراحة الخاصة الذي يعمل به: "عادةً ما يُشفى التمزق من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، ولكن نظراً للضرر المحتمل الذي يلحق بالأذن الداخلية من الماء، فغالباً ما يتعين على الرياضي البقاء خارج البركة حتى يحدث الشفاء".
وبالنظر إلى مدى ازدحام الجدول الزمني لألعاب كرة الماء الأولمبية، فلا يتمتع اللاعبون برفاهية الجلوس بجانب المسبح لبضعة أسابيع بينما تلتئم طبلة الأذن، كما شرحت مجلة Mental Floss الأمريكية.
ونظراً لأن الرأس هو الجزء الوحيد من جسم اللاعب الذي يظل فوق الماء، فإن أغطية الرأس تعمل بشكل أساسي كبديل لقمصان الرياضيين، ما يسمح لهم بالتمييز بين زملائهم في الفريق والخصوم، وعادة ما يرتدي أحد الفرق قبعات داكنة اللون، بينما يرتدي الفريق الآخر قبعات ذات لون فاتح، أما حراس المرمى فيرتدون قبعات باللون الأحمر.
قد يهمك أيضاً:
لماذا يرشون حمامات السباحة بالماء أثناء مسابقات الغوص في أولمبياد طوكيو 2020؟
لماذا يعض أبطال الأولمبياد ميدالياتهم الذهبية؟ السبب علمي.. لكنه يخفى على معظم الرياضيين!