نفت إيران، الأحد 1 أغسطس/آب 2021، مسؤوليتها عن هجوم استهدف سفينة إسرائيلية قبالة ساحل سلطنة عُمان، وأسفر عن مقتل اثنين، وذلك في أول تصريح رسمي من طهران بعد تلميحات أطلقتها وسائل إعلام إيرانية، قالت فيها إن هذا الهجوم جاء رداً على استهداف إسرائيلي لمواقع إيرانية بسوريا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، إن طهران ليست ضالعة في الهجوم الذي شهدته ناقلة للمنتجات البترولية تديرها شركة إسرائيلية قبالة ساحل سلطنة عُمان، وذلك في أول تصريح رسمي إيراني منذ اتهام إسرائيل الجمهورية الإسلامية بالمسؤولية عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين.
وقال سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحفي، إن طهران ترفض هذه الاتهامات وتستنكرها، مضيفاً: "مثل هذه الاتهامات تقصد بها إسرائيل تحويل الأنظار عن الحقائق ولا أساس لها".
وفيما التزمت طهران الصمت منذ الحادثة، فقد قالت قناة "العالم" الإيرانية إن الهجوم على السفينة الإسرائيلية ردٌّ على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة بسوريا، وذلك في تبنٍّ ضمني للهجوم.
وكانت دمشق أعلنت الأسبوع الماضي أن صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني، الذي تدعمه إيران، في منطقة القصير بمحافظة حمص.
الهجوم على السفينة
وأدى الحادث إلى مقتل بريطاني وروماني الخميس، عندما تعرضت الناقلة "ميرسر ستريت" للهجوم، التي ترفع علم ليبيريا ومملوكة لشركة يابانية وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية.
السفينة "ميرسر ستريت" هي ناقلة من الحجم المتوسط كانت متجهة لميناء الفجيرة بالإمارات، وقادمة من دار السلام في تنزانيا.
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد قال حينها إن الحادث يستحق رداً صارماً، فيما أشارت مصادر إعلامية إلى أن تل أبيب تدرس التوجه إلى مجلس الأمن.
وتباينت التفسيرات فيما حدث للناقلة، فيما قال مصدر بمركز الأمن البحري في عُمان إنه وقع خارج المياه الإقليمية العمانية.
وقالت مصادر أمريكية وأوروبية مطلعة على تقارير المخابرات، إن إيران هي المشتبه الرئيسي في الحادث، الذي قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن طائرة مسيرة نفذته فيما يبدو، لكنه شدد على أن الحكومة تبحث عن أدلة قطعية.
مواجهة صامتة
يذكر أن الأشهر الماضية شهدت العديد من الحوادث المشابهة، التي قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها تأتي في سياق الصراع الإسرائيلي-الإيراني.
فقد أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية سابقاً أن إسرائيل استهدفت منذ 2019 ما لا يقلّ عن 12 سفينة متّجهة إلى سوريا، تنقل في الغالب نفطاً إيرانياً وأسلحة.
في المقابل، جرى الحديث في أبريل/نيسان الماضي عن إطلاق إيران صاروخاً استهدف سفينة الحاويات الإسرائيلية "لوري"، خلال إبحارها في بحر العرب، في رحلة من تنزانيا إلى الهند، وأصيبت بأضرار، لكنها تمكنت من مواصلة رحلتها، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي فبراير/شباط الماضي، اتهمت إسرائيل إيران باستهداف سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، تحمل اسم "إم في هيليوس راي" بخليج عمان؛ ما أدى لحدوث انفجار فيها، لكن إيران لم تقر بمسؤوليتها عن الهجوم.