قال رئيس وزراء باكستان عمران خان، إنَّ الولايات المتحدة "أفسدت الأمر تماماً" في أفغانستان، ووصف عناصر طالبان بأنَّهم "مدنيون عاديون" وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع محطة PBS الأمريكية، قال خان إنَّ باكستان، الجارة الشرقية لأفغانستان، تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني وجاء هذا رداً على سؤال من جودي وودروف من قناة PBS بشأن اتهامات الإدارة الأمريكية والأفغانية بأنَّ باكستان توفر ملاذاً آمناً لطالبان الأفغانية.
انتقادات خان لواشنطن
خان أضاف في مقابلته:"عندما يقولون إنَّ باكستان وفرت ملاذات آمنة لطالبان، فأين هذه الملاذات الآمنة؟ عندما قلنا، هناك ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني في باكستان، وهم، بالمناسبة، نفس المجموعة العرقية مثل طالبان، أي البشتون، فهناك الآن معسكرات تضم 500000 شخص".
تابع خان قائلاً: "هناك مخيمات تضم 100000 شخص، وطالبان ليست جماعة عسكرية، بل مدنيون عاديون، وإذا كان هناك بعض المدنيين في هذه المعسكرات، فكيف يُفترَض أن تطارد باكستان هؤلاء الأشخاص؟ كيف يمكنك تسميتها ملاذات؟".
ولطالما اتُّهِمَت باكستان بتقديم دعم عسكري ولوجستي ومالي واستخباراتي لحركة طالبان.
فيما قال الرئيس الأفغاني أشرف غني في 16 يوليو/تموز، في حضور رئيس الوزراء الباكستاني في مؤتمر في دوشانبي: "تشير التقديرات الاستخباراتية إلى تدفق أكثر من 10000 مقاتل جهادي (إلى أفغانستان) من باكستان وأماكن أخرى في الشهر الماضي" لكن باكستان نفت هذه المزاعم، وقالت إنَّ أفغانستان لم تقدم أي دليل يدعم صحتها.
فيما ألقى خان باللوم على الولايات المتحدة في الصراع الدائر في أفغانستان، قائلاً إنَّ "الولايات المتحدة أفسدت الأمر تماماً في أفغانستان" من خلال السعي إلى "حل عسكري" للصراع. وقال: "أنا والأشخاص مثلي الذين ظلوا يقولون إنه لا يوجد حل عسكري، والذين يعرفون تاريخ أفغانستان، تعرضنا للانتقادات. الناس أمثالي، وُصِفوا بأنَّهم معادون لأمريكا. وسُميت بـ: خان طالبان".
خان انتقد أيضاً واشنطن لأنها توجهت للبحث عن حل سياسي بعد نشر عدد كبير من قوات الناتو، ومن ثمَّ "اعتقدت طالبان أنها انتصرت"، وكانت هناك فرصة ضئيلة لحملها على تقديم تنازلات، حسبما يرى خان.
وأضاف أنَّ تشكيل حكومة مع طالبان، التي ستشمل نوعاً من ترتيبات تقاسم السلطة مع كابول، هي "أفضل نتيجة"، مشيراً إلى أنَّ باكستان ستقبل انتصار طالبان.
يُذكر أنَّ إدارة بايدن تعهَّدت بسحب قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول من هذا العام. ووفقاً للقيادة المركزية الأمريكية، انسحبت بالفعل نحو 90% من القوات، وزعمت طالبان أنها تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الأفغانية، بعدما سارعت لملء الفراغ السياسي الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية.
توسع طالبان وانسحاب أمريكي
ويأتي هذا في وقت شهدت فيه أفغانستان نشاطاً متزايداً لحركة طالبان في الوقت الحالي؛ أسفر عن سيطرتها على عدد كبير من القرى والأحياء، بينها 70 قرية من أصل 130 تشكل منطقة ساروبي التي تبعد 50 كلم شرق العاصمة كابول، حسبما نقلت قناة "طلوع" المحلية.
وأعلنت حركة طالبان من جانبها، سيطرتها على أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران، تزامناً مع تأكيدها السيطرة على 85% من الأراضي الأفغانية، بالإضافة لأكثر من ثلثي الحدود مع طاجيكستان.
في هذا الوقت، يتواصل انسحاب القوات الأمريكية من البلاد رغم تقدم حركة طالبان في مختلف أنحاء البلاد وتراجع القوات الأفغانية.
حيث انسحبت القوات الأجنبية من العديد من القواعد بما يشمل قاعدة باغرام الجوية بشمال كابول الأسبوع الماضي. وهي أكبر منشأة عسكرية للتحالف في أفغانستان، وعصب العمليات منذ دخول القوات الأمريكية البلاد بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.
فيما أعلن البيت الأبيض أن الانسحاب النهائي للجيش الأمريكي، سيُنجز بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل، وسينهي بذلك 20 عاماً من التدخل الأمريكي في البلاد، وأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.