قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد 25 يوليو/تموز 2021، إن برلمان بلاده عرقل مسار المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني وحال دون رفع العقوبات الدولية على بلاده.
وخاضت إيران محادثات في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي مع الدول الكبرى بشأن إحياء اتفاق 2015 النووي، لكنها تعثرت منذ انتهاء الجولة السادسة في 20 يونيو/حزيران الماضي، وسط تريث إيراني لحين تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.
وخلال اجتماع للجمعية العمومية السنوية للبنك المركزي الإيراني الأحد، قال روحاني إن القانون الذي مرّره البرلمان مؤخراً تحت اسم "رفع العقوبات وضمان المصالح القومية" قد عطل مسار المفاوضات في فيينا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.
وقال روحاني إن الحكومة الإيرانية توصلت إلى تفاهمات مع الدول الكبرى، لكن قانون البرلمان منع الخارجية من الوصول إلى "نتيجة نهائية"، مؤكداً أنه لولا ذلك لكانت العقوبات عن إيران قد رفعت في مارس/آذار الماضي.
واعتبر روحاني كذلك أن عدم تصديق البرلمان على قوانين مجموعة العمل المالي أدى إلى خلق مشاكل جديدة لإيران رغم جهود الحكومة لحل هذا الملف.
وأكد الرئيس الإيراني أن عدم انضمام طهران لمجموعة العمل المالي سيعرقل تعاونها المصرفي مع العالم حتى لو رفعت العقوبات.
في انتظار تنصيب الرئيس الجديد
مصدر دبلوماسي قال الأسبوع الماضي إن إيران ليست مستعدة لاستئناف مفاوضات فيينا قبل أن يتولى الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي السلطة، في وقت قالت فيه الخارجية الأمريكية إنها جاهزة لانطلاق المحادثات.
المصدر، الذي تحدث لوكالة رويترز الإخبارية شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن إيران نقلت هذا الموقف للمسؤولين الأوروبيين الذين يعملون وسطاء في المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.
وأضاف المصدر: "هم ليسوا مستعدين للعودة قبل (تشكيل) الحكومة الجديدة"، قائلاً إنه لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك يعني لحين تولي رئيسي السلطة رسمياً في الخامس من أغسطس/آب أو تعيين حكومته الجديدة.
ومضى يقول: "ربما لا يحدث ذلك (استئناف المحادثات) قبل منتصف أغسطس".
من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة كانت مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، إلا أن طهران طلبت مزيداً من الوقت لحين انتقال السلطة للرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي.
متحدثة باسم الوزارة قالت: "كنا مستعدين لمواصلة المفاوضات لكن الإيرانيين طلبوا مزيداً من الوقت من أجل الانتقال الرئاسي"، وأضافت: "عندما تنتهي إيران من هذه العملية، فسنكون حينها مستعدين لتخطيط عودتنا إلى فيينا لمواصلة محادثاتنا… لا نزال مهتمين بالعودة المشتركة للالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، غير أن هذا العرض لن يظل مطروحاً للأبد (مثلما أوضح وزير الخارجية أنتوني بلينكن)".
مفاوضات فيينا النووية
يُشار إلى أن المحادثات بدأت في أبريل/نيسان بشأن إحياء اتفاق 2015 النووي، لكنها تعثرت فيما يبدو منذ انتهاء الجولة السادسة في 20 يونيو/حزيران دون مؤشر على موعد استئنافها.
وفرض الاتفاق، الذي تفاوض عليه الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما وانسحب منه سلفه الجمهوري دونالد ترامب، قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل إعفاء من العقوبات الاقتصادية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل أسبوعين، أن إيران أخطرتها بأنها اتخذت خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20% لاستخدامه في مفاعل أبحاث، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية "غاضبة" تجاه تلك الخطوة التي قد تؤثر سلباً على محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
إذ قالت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إن طهران أبلغتها رسمياً بأن أوكسيد اليورانيوم المخصب حتى 20% من اليورانيوم-235 سيُنقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في محطة الوقود بأصفهان، حيث سيُحول إلى رابع فلوريد اليورانيوم ثم إلى معدن اليورانيوم المخصب حتى 20% من اليورانيوم-235، قبل استخدامه في تصنيع الوقود.
هذه الخطوة الإيرانية وصفتها الوكالة الأممية بأنها "عملية متعددة المراحل"، ما يشير إلى أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل إنتاج المعدن المخصب، متوقعة زيادة التوتر في محادثات فيينا، التي تضم الأطراف المشاركة في اتفاق 2015.
وفي 2015، وقعت إيران الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، قبل أن تنسحب منه في 2018 إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب (2017-2021).