دعا رئيس بلدية القدس السابق، الإسرائيلي نير بركات، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التخلي عن خطط إعادة فتح القنصلية الأمريكية، المعنية بخدمة الفلسطينيين بالدرجة الأولى، في القدس الشرقية المحتلة، وذلك وفق ما نقله تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 22 يوليو/تموز 2021.
حسب المصدر نفسه، فإن نير بركات، العضو الآن في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود اليميني المتطرف، يخطط لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل ومقابلة مشرعين أمريكيين من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، للترويج لمشروع قانون قدمه في إسرائيل، من شأنه أن يحظر على الدول فتح قنصليات أو إرسال بعثات دبلوماسية جديدة لخدمة الفلسطينيين في القدس.
يعتبرها "تهديداً"
في مقابلة مع صحيفة The Hill الأمريكية، حذَّر بركات من أن أي محاولة لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي أغلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستكون خطوة خاطئة.
كما قال بركات، الذي شغل منصب رئيس بلدية المدينة في الفترة من عام 2008 إلى عام 2018، إن "الأمر لا يتعلق بالإدارة الأمريكية، إنه يتعلق بحقيقة أن الإسرائيليين لا يريدون إقامة قنصليات فلسطينية في القدس".
يُشار إلى أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس شكَّل انتهاكاً لنوعٍ من الحفاظ على الوضع الدولي القائم، لأن القدس تعتبر مدينة متنازعاً عليها، فالقانون الدولي يعتبر أن إسرائيل قوة محتلة للقدس الشرقية، ومن ثم تحتفظ الغالبية العظمى من الدول بسفاراتها في تل أبيب.
فيما تطمع إسرائيل في رؤية القدس غير المقسمة عاصمةً لإسرائيل، إلا أن الفلسطينيين ما انفكوا يصرون على أن القدس الشرقية المحتلة ستكون عاصمة دولتهم المستقبلية.
الأسبوع الماضي، قال بركات لقناة Channel 12 الإخبارية الإسرائيلية، إن القنصليات الموجودة في القدس الشرقية لخدمة السكان الفلسطينيين المحليين تشكِّل تهديداً مباشراً للحكم الذي تتطلع إسرائيل إلى فرضه مستقبلاً على القدس غير المقسمة.
كما أضاف قائلاً: "نحن نتحدث عن توحيد القدس، لكن قبل أن نصل إلى ذلك سنجد كل أنواع القنصليات الأوروبية في القدس، وإذا بها تتحول إلى عاصمة لقنصليات فلسطين".
حشد الدعم في واشنطن
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سبق أن عارض نقلَ السفارة الأمريكية إلى القدس، قال العام الماضي إنه يعتزم إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية المحتلة أمام الفلسطينيين، وأصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إعلاناً رسمياً بذلك في مايو/أيار.
في المقابل، يأتي مشروع القانون الذي يروج له بركات ليمثل تحدياً مباشراً لتلك الخطط.
قال بركات لصحيفة The Hill: "من المعروف في العالم أنه إذا رأت دولة ما أن هناك تشريعاً قيد المناقشة، فإنها لا تفرض قراراً معيناً قبل حسم التشريع"، مشيراً إلى أن إدارة بايدن يجب أن توقف خططها، حتى يتضح الاتجاه الذي يسير فيه مشروع القانون الحالي.
كما ذكرت الصحيفة أنه من المقرر أن يعقد بركات ثمانية اجتماعات على الأقل مع نواب جمهوريين وديمقراطيين في واشنطن، سعياً وراء الحشد لمزيد من الدعم.
غير أنه لما كان حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، هو الآن حزب المعارضة في البرلمان الإسرائيلي، فإنه من غير الواضح قدر الدعم الذي يأمل بركات في حشده لمبادرته.
استطلاع محدود يستدل به النائب الإسرائيلي
حتى الآن، يمتلك بركات 38 صوتاً مؤيداً لمبادرته في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 مقعداً، ومع ذلك، دعا بركات الإدارة الأمريكية إلى تأجيل خططها على الأقل.
وقال بركات، مستشهداً باستطلاع محدود أجراه: "توقعي، وهو أمر شائع، أن الولايات المتحدة تدرك الآن أن هناك مشروع قانون قيد التداول يدعمه 75% من الجمهور الإسرائيلي، ومن ثم يجدر به عدم التسرع في اتخاذ قرار قبل حسم هذا المشروع".
يشير الاستطلاع، الذي اطلعت عليه صحيفة The Hill، إلى أن نحو 72% من المشاركين الإسرائيليين فيه يعارضون فتح الولايات المتحدة قنصلية للفلسطينيين في القدس، فيما تؤيد نسبة 24.3% الخطوة، ونسبة 4.5% لم تحسم رأيها.
الاستطلاع المحدود شمل نحو 500 شخص وأجرته شركة Direct Polls لاستطلاعات الرأي في يوليو/تموز.