دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، حركة طالبان إلى التوقف عن سياسة "احتلال" الأراضي في أفغانستان، والعمل كي يسود السلام كافة أرجاء البلاد، وذلك في تصريح صحفي في مطار أتاتورك بإسطنبول، قبيل مغادرته إلى قبرص للمشاركة باحتفالات الذكرى الـ47 لـ"عملية السلام" العسكرية التي أطلقتها تركيا في الجزيرة.
دعوة أردوغان، تزامنت مع أخرى مماثلة وجهتها البعثات الدبلوماسية الدولية في أفغانستان، إلى حركة طالبان من أجل وقف "هجماتها العسكرية المستمرة" محذرة من أنها "تحبط الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع وتضر بالمدنيين وتشردهم".
إمكانية عقد لقاءات مع طالبان
في المناسبة نفسها، أكد الرئيس أردوغان، أن الحركة لم تستخدم عبارة من قبيل "لا نريد تركيا" في تصريحاتها، بل أصدرت بيانات من وجهة نظرها تتضمن بعض المقاربات المفترضة تجاه تركيا، وذلك في معرض رده على سؤال حول سير المباحثات مع الجانب الأمريكي بشأن تأمين تركيا مطار كابول، وصدور بيان عن طالبان مفاده أنها "لا تريد تركيا" بحسب الصحفي الذي طرح السؤال.
كما شدد الرئيس التركي على أن طالبان تدرك جيداً موقف الحكومة في تركيا بهذا الخصوص.
وأشار أردوغان إلى أن الجانب التركي يدرس إمكانية إجراء لقاءات مع طالبان وماهية النتائج التي يمكن أن تسفر عنها.
مؤكداً أن "نهج طالبان في أفغانستان ليس نهج مسلم تجاه مسلم آخر" من منظور تركيا.
الرئيس التركي، أشار إلى أن "أفغانستان بلد ذو أغلبية مسلمة ساحقة، واستمرار طالبان بالقيام بما يشبه عملية احتلال نهج غير صائب".
وأضاف: "نحن بدورنا نتوجه بالنداء إلى طالبان من تركيا، يتعين عليها التوقف عن عملية الاحتلال هذه والاستيلاء على أراضي أشقائها، وإظهار أن السلام يسود عموم أفغانستان للعالم بأسرع وقت".
في 13 يوليو/تموز الجاري أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن المحادثات ما زالت متواصلة مع الأمريكيين من أجل تشغيل وتأمين مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابول، بعد انتهاء مهمة "الدعم الحازم" لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان.
دعوات دولية
في وقت سابق من اليوم الإثنين، صدر بيان مشترك عن بعثات أستراليا وكندا والتشيك والدنمارك والوفد الأوروبي وفنلندا، وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، يدعو الحركة لوقف هجماتها العسكرية.
جاء في البيان: "ندين عمليات القتل المستمرة التي تحدث في جميع أنحاء أفغانستان وتدمير البنية التحتية الحيوية والتهديدات وغيرها من الأعمال ضد المكاسب التي حققها الأفغان على مدى السنوات العشرين الماضية، وهي مكاسب دعمناها بقوة".
كما أضاف البيان أن هجمات طالبان تتناقض بشكل مباشر مع مزاعمهم بدعم تسوية تفاوضية للصراع وعملية السلام في الدوحة.
وتابع: "إننا ننضم إلى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان في دعوة طالبان وجميع الأطراف إلى إنهاء العنف فوراً، والموافقة على وقف إطلاق نار دائم وشامل، والمشاركة بشكل كامل في مفاوضات السلام لإنهاء معاناة الشعب الأفغاني وتمهيد الطريق لتسوية سياسية شاملة تعود بالنفع على جميع الأفغان وتضمن ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذاً آمناً للمتمردين".
هذا البيان حثَّ حركة طالبان على إلقاء أسلحتها خلال عيد الأضحى، و"إظهار التزام للعالم بعملية السلام".
أما الأحد، فدعت مجموعة من العلماء من 34 ولاية أفغانية، إلى وقف فوري لإطلاق النار في البلاد، قائلين إنهم يريدون نهاية دائمة للصراع.
وحث العلماء دول المنطقة، بما في ذلك باكستان وإيران، على مساعدة أفغانستان في عملية السلام.