أعلنت السلطات الأفغانية، السبت 17 يوليو/تموز 2021، أن ابنة سفيرها لدى باكستان تعرضت لـ"الاختطاف لفترة وجيزة، وتعذيب شديد" في العاصمة إسلام آباد، مطالبة بضرورة الإسراع بتحديد هوية مرتكبي عملية الاختطاف ومحاكمتهم.
حيث أوضحت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان، أن "سلسلة علي خيل، ابنة السفير نجيب علي الخيل، تعرضت للاختطاف والتعذيب على أيدي مجهولين وهي في طريقها إلى منزلها الجمعة (16 يوليو/تموز)"، لافتة إلى أن "الفتاة تخضع للرعاية الطبية في المستشفى، بعد تحريرها من براثن الخاطفين"، دون مزيد من التوضيحات.
فيما دعت الخارجية الأفغانية حكومة باكستان إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لضمان الأمن الكامل للسفارة، والقنصلية، وحصانة دبلوماسيي البلاد وعائلاتهم، وفقاً للمعاهدات والالتزامات الدولية".
"عمل شنيع"
كما أدانت الحكومة الأفغانية بشدة ما وصفته بـ"العمل الشنيع"، وأعربت عن قلقها العميق بشأن سلامة وأمن الدبلوماسيين وعائلاتهم وموظفي البعثات السياسية والقنصلية الأفغانية في باكستان، وفق بيان الخارجية.
في حين أظهر تقرير للفحص الطبي، نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأكده مستشفى المعهد الباكستاني للعلوم الطبية حيث تتلقى ابنة السفير العلاج، أنها نُقلت للمستشفى وهي مصابة بتورم وكانت توجد آثار حبال على رسغيها وكاحليها.
التقرير الطبي أفاد بأنها تبلغ من العمر 26 عاماً واحتُجزت لأكثر من خمس ساعات، منوهاً إلى أنها كانت تعاني من بعض التورم في منطقة أسفل الدماغ.
على إثر ذلك، استدعت السلطات الأفغانية السفير الباكستاني لدى كابول لتقديم احتجاج رسمي.
"فتح تحقيق شامل"
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية الحادث، قائلة إن "الشرطة في إسلام آباد فتحت تحقيقاً شاملاً على الفور بعد الإبلاغ عنه".
وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، زاهد حفيظ شودري، في تصريح صحفي، إن "وزارة الخارجية والجهات الأمنية ذات الصلة على اتصال وثيق بالسفير وعائلته وتقدم الدعم الكامل في هذا الشأن"، مؤكداً أن "الحكومة عززت الإجراءات الأمنية للسفير وعائلته".
شودري أكد أن "السلطات المختصة تحاول العثور على الجناة والقبض عليهم لتقديمهم إلى العدالة"، مشيراً إلى أن "سلامة البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك الدبلوماسيين وعائلاتهم، أمر في غاية الأهمية"، وقال: "مثل هذه الحوادث لن يتم التسامح معها".
جدير بالذكر أن العلاقات بين باكستان وجارتها أفغانستان "لا تزال متوترة" منذ أمد بعيد، حيث تتهم كابل إسلام آباد بتسليح ودعم مسلحي حركة "طالبان"، بينما تنفي باكستان تلك الاتهامات.
كما تتهم إسلام آباد أفغانستان بالسماح للمتشددين باستخدام أراضيها لتنفيذ هجمات في باكستان، وهو ما تنفيه كابول بالتبعية.