كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء 14 يوليو/تموز 2021، عن خطتها لترحيل المترجمين الأفغان تزامناً مع الانسحاب العسكري للقوات الأمريكية والتوسع السريع التي تحققه حركة طالبان، مشيرة إلى أنها تعمل مع الكونغرس على منحهم تأشيرات لدخول أمريكا، ولكن خيارات أخرى تدرسها لإجلائهم نحو بلدان أخرى.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن العمل جار مع الكونغرس لتغيير قوانين التفويض بغية تمرير الموافقة على التأشيرات للمترجمين الأفغان مع القوات الأمريكية والحلفاء، وأضافت أنهم يحرصون على تنفيذ هذا الأمر "بشكل سريع ومحترف".
وأكدت ساكي في حديثها أن رحلات الطيران المخصصة لإجلاء المترجمين الأفغان ستبدأ في الأسبوع الأخير من شهر يوليو/تموز الجاري.
من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إنه تم تحديد مواقع محتملة خارج الولايات المتحدة، لاستقبال الأفغان الذين سيتم إجلاؤهم، لكنه أكد أنهم يبحثون جميع الخيارات، ولم تتخذ واشنطن قرارات نهائية بهذا الشأن.
وأوضح كيربي، خلال إحاطة صحفية، أن من بين الخيارات استقبال الأفغان مؤقتاً في قواعد عسكرية خارج الأراضي الأمريكية وداخلها، بالإضافة إلى منشآت تابعة لدول مضيفة.
وقال إن دور البنتاغون يقوم على توفير الخيارات والدعم لوزارة الخارجية، التي تقود جهود إعادة توطين الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة.
ملاذ الحلفاء
كانت الخارجية الأمريكية كشفت في حديث لقناة الجزيرة القطرية أن العملية التي أُطلق عليها اسم "ملاذ الحلفاء" ستركز على تسهيل رحلات طائرات مدنية لنقل المتعاونين الأفغان وعائلاتهم إلى دولة ثالثة لحين صدور تأشيراتهم لدخول الأراضي الأمريكية.
وأوضحت أن من سيقود العملية هي السفيرة تريسي جاكوبسون، التي ترأست في السابق البعثة الأمريكية في كل من طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، مشيرة إلى أن عدد هؤلاء الأشخاص لا يمكن الإفصاح عنه لأسباب أمنية.
وسبق أن اعتبرت وزارة الخارجية أن إعدام مسلحي طالبان أفراداً من القوات الأفغانية بعد استسلامهم أمر "مقزز وشائن للغاية"، لكن الحركة نفت ذلك، وقالت إن تقرير شبكة "سي إن إن" (CNN) عن إعدام الحركة عناصر من القوات الأفغانية بعد استسلامهم غير صحيح.
توسع مستمر لطالبان
ويواصل مقاتلو حركة طالبان تمددهم بوتيرة متسارعة في مناطق عدة من الأراضي الأفغانية بعد الانسحاب الأمريكي، حيث أعلنوا خلال الأيام الأخيرة سيطرتهم على نحو 85% من عموم أفغانستان.
وبالموازاة مع الانسحاب الأمريكي وانهيار الجيش النظامي الأفغاني أمام تمدد طالبان، تقول الحركة إنها سيطرت حتى الآن على نحو 250 إقليماً من أصل 398 في البلاد.
قال عضو فريق مفاوضي طالبان، شهاب الدين ديلاور، خلال مؤتمر صحفي في موسكو، الخميس الماضي، إن نحو 85% من الأراضي الأفغانية باتت تحت سيطرة الحركة، وإن العديد من المعابر الحدودية أصبحت في قبضتها.
ومنذ مطلع مايو/أيار، تضاعف عدد المناطق والمديريات التي وقعت في قبضة حركة طالبان، وازدادت وتيرة الهجمات والمناطق الخاضعة لسيطرة الحركة في يونيو/حزيران، فيما بلغت ذروتها لتصل إلى أكثر من 85% من مساحة أفغانستان في يوليو/تموز الجاري.
وخلال الأيام الماضية بدا واضحاً توسُّع حركة طالبان في الشمال، لا سيما من خلال سيطرتها على معظم ولاية بدخشان، التي تضم حدود البلاد مع الصين، ومناطق واسعة من ولاية تخار الواقعة على الحدود مع طاجيكستان.
وفي الوقت نفسه، وسَّعت حركة طالبان نفوذها على ولايات جنوبية في أفغانستان، مثل هلمند وقندهار، وهما من المعاقل التاريخية الهامة للحركة.