أعلن الناشط السياسي والفيلسوف والأكاديمي الأمريكي كورنيل ويست، الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، استقالته من كلية اللاهوت بجامعة هارفارد، مشيراً إلى "إذعان المؤسسة للتحيزات ضد الفلسطينيين" كأحد أسباب استقالته.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن المؤرخ الأمريكي قال في خطاب استقالته المؤرخ في 30 يونيو/حزيران، ونُشر على موقع تويتر، إنه واجه تمييزاً ضده خلال فترة عمله بالجامعة، وقد شمل ذلك حصوله على راتب أقل مما كان يُفترض، عندما عُرض عليه مسار التثبيت الأكاديمي بالجامعة لأول مرة، ثم حرمانه أيضاً من التثبيت بالكادر الأكاديمي بعد ذلك.
وكتب ويست على موقع تويتر أن طبيعة الجامعة "التي يحركها السوق" وتحيزاته أدت إلى "فساد روحها".
وأضاف المفكر الأمريكي في خطاب الاستقالة أن "مشاهدة هيئة التدريس وهي تدعم بحماس مرشحاً أكاديمياً لمنصب وظيفي ما، ثم تأجيل تعيينه في سلوكٍ يكشف عن إذعان إدارة هارفارد لتحيزات العداء ضد القضية الفلسطينية لهو أمر مثير للاشمئزاز"، وتابع ويست: "هذا النوع من الاحترافية الأكاديمية النرجسية، والإذعان الجبان للتحيزات المعادية للفلسطينيين لدى إدارة هارفارد، وما أبدته الجامعة من عدم اكتراث بوفاة والدتي، تعبِّر عن حالة إفلاسٍ فكري وروحي عميقة".
يُذكر أن ويست كان قد أعلن في فبراير/شباط الماضي أنه متيقن من أن انتقاده لإسرائيل كان أحد الأسباب الرئيسية لحرمانه من التثبيت الأكاديمي بجامعة هارفارد، وقال في مقابلة عبر بودكاست TightRope إن الحديث عن احتلال إسرائيل لفلسطين "قضية محظور الحديث عنها بين دوائر معينة في الأوساط العليا الأكاديمية".
وكان ويست عنصراً فاعلاً في الدعوات الموجهة لإدارة جامعة هارفارد لسحب استثماراتها في الشركات التي يصفها ويست بأنها "متعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي".
وبحسب صحيفة Harvard Crimson، فإن الجامعة استثمرت ما يقرب من 200 مليون دولار في شركات "لها ارتباطات بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".
وقال جوناثان بيسلي، المتحدث باسم مدرسة اللاهوت بجامعة هارفارد (HDS)، لموقع Middle East Eye، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إن "المدرسة ليس لديها تعليق على خطاب الدكتور ويست".
بقايا العنصرية ضد الأمريكيين الأفارقة
أنهى ويست درجة الدكتوراه في جامعة برنستون في عام 1980، وحصل بعد ذلك على وظيفة في جامعة ييل، ثم في جامعة هارفارد لاحقاً، وترقّى فيها إلى درجة أستاذ جامعي، وهي أعلى درجة أكاديمية في الجامعة.
غادر ويست جامعة هارفارد في عام 2002 بعد مشاحنة مع رئيس الجامعة آنذاك، لورانس إتش سمرز، غير أنه عاد إلى جامعة هارفارد في عام 2017 بعد أن عُرض عليه وظيفة غير ثابتة كأستاذ لمادة "ممارسة الفلسفة العامة".
فيما رفضت جامعة هارفارد في البداية طلباً من ويست بمنحه التثبيت في وظيفة أكاديمية، قبل أن تضطر لاحقاً إلى عرضها عليه بعد ضغوط عامة، وكتب ويست في رسالته: "كم هو محزن أن نرى مدرسة اللاهوت العزيزة علينا وقد انحدر بها الحال إلى مثل هذا التدهور والانحلال".
وأضاف: "لقد باتت فوضى المناهج المبعثرة، وفقدان الشغف لدى أعضاء هيئة التدريس الموهوبين، والمذعنين لضغوط الآخرين في الوقت نفسه، والتشويش الذي يعانيه الطلاب السابقون نذيراً بازغاً في الأفق".
يذكر أن ويست أيضاً من بين أشد المنتقدين صراحةً لوحشية الشرطة في الولايات المتحدة، ودعاة تفوق العرق الأبيض، ورهاب المثلية الجنسية.
وفي خطاب ألقاه أمام دفعة من الخريجين الجدد في عام 2017، قال ويست إنه إذا كانت نبوءة "جيبون" الأمريكية عن سقوط الإمبراطوريات قد بدأت في التحقق، و"اضمحلال الإمبراطورية الأمريكية وسقوطها في الطريق، فإن القوى المهيمنة ستكون الكراهية والبغض والسخط ومعاداة الأجانب والكراهية ضد اليهود وضد العرب ومعاداة الفلسطينيين".
علاوةً على ذلك، كان ويست من أبرز الأكاديميين الذين قادوا حملات لحث جامعة هارفارد على سحب استثماراتها من الشركات التي يصفها بأنها "متعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي" ومشاركة في جرائمه.
وبحسب صحيفة The Harvard Crimson، فإن جامعة هارفارد لديها استثمارات بما يقرب من 200 مليون دولار في شركات "على صلة بسلطات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".