رغم كل حسنات تكنولوجيا الهاتف الذكي، إلا أنه لا يجب أن يكون صديقك الوحيد أو تلك الآلة التي تسحبك بعيداً عن محيطك وتؤثر على أنشطة الحياة اليومية وحتى النوم.
لا يضر استخدام الهاتف بالصحة الجسدية بقدر ما تؤثر البيئة السامة التي تنتشر بداخله على كيان الإنسان وعلاقاته في العالم الحقيقي. فكيف يمكن التعامل مع الظاهرة التي اكتسحت القرن الحادي والعشرين ثقافياً؟
أدى استخدام الهاتف المرَضي إلى ظهور مجموعة من المصطلحات الجديدة عدَّدها موقع Healthline كما يلي:
- نوموفوبيا: الخوف من الخروج من المنزل بدون الهاتف.
- تكستفرانيا أو textaphrenia: الخوف من عدم قدرتك على إرسال أو استقبال الرسائل النصية.
- الاهتزازات الوهمية: التوهم بأن هاتفك يهتز أو يرن.
يختلف خبراء الصحة النفسية حول تصنيف استخدام الهاتف المطول كإدمان أو نتيجة مشكلة التحكم في اندفاع نحو استخدامه؛ نظراً لأنه ممارسة سلوكية وليس مادة كيميائية.
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض أوجه التشابه المهمة بين الإفراط في استخدام الهاتف المحمول والإدمان السلوكي مثل القمار. تشمل أوجه التشابه ما يلي:
- فقدان السيطرة على السلوك.
- المثابرة أو وجود صعوبة حقيقية في الحد من السلوك.
- الحاجة إلى الانخراط في السلوك للحصول على نفس الشعور.
- ظهور عواقب سلبية وخيمة لهذا السلوك.
- الانسحاب أو الشعور بالتهيج والقلق عند الامتناع عن الممارسة.
- الانتكاس والعودة مرة أخرى بعد فترة من الإقلاع.
أعراض إدمان الهاتف
تتضمن بعض العلامات المنبهة ما يلي:
- تمسك الهاتف في اللحظة التي تكون فيها بمفردك أو تشعر بالملل.
- تستيقظ عدة مرات في الليل للتحقق من الهاتف.
- تشعر بالقلق أو الانزعاج عندما لا تتمكن من الوصول إلى الهاتف.
- يتسبب استخدام هاتفك في حادث أو إصابة.
- تقضي المزيد من الوقت على الشاشة.
- يتعارض استخدام الهاتف مع أداء وظيفتك أو واجباتك المدرسية أو علاقاتك.
- يشعر الأشخاص في حياتك بالقلق بشأن هذه العادة.
- عندما تحاول الحد من استخدامك، تنتكس بسرعة وتعاود استخدامه.
كيف أتخلص من إدمان الهاتف؟
إذا كانت عادات استخدام الهاتف تتدخل في صحتك وعلاقاتك ومسؤولياتك، فقد حان الوقت لإجراء بعض التغييرات.
- قُم بإزالة التطبيقات التي تستهلك وقتاً طويلاً ولا تستخدمها إلا من خلال جهاز لا تحمله معك طوال اليوم.
- غير الإعدادات للتخلص من الإشعارات الفورية والتنبيهات التخريبية الأخرى.
- اضبط شاشتك على مقياس رمادي لمنعها من إيقاظك في الليل.
- ضع بعض الحواجز حول استخدام هاتفك والتي تجبرك على التفكير فيما تفعله. على سبيل المثال، يمكنك إنشاء أسئلة شاشة القفل، مثل "لماذا الآن؟" و"ما السبب؟".
- احفظ هاتفك بعيداً عن الأنظار، واشحنه في مكان ما بجانب غرفة النوم؟
- طور هوايات تغذي الروح، مثل استبدال الألعاب وتطبيقات الوسائط الاجتماعية بأنشطة عملية مثل الاجتماع مع الأصدقاء أو عزف موسيقى أو الرسم أو القيام بعمل تطوعي.
- ضع حداً للتصفح اللانهائي للصور والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
- حدد وقتاً لتصفح وسائل الإعلام الإخبارية.
- وأخيراً تبني عقلية النمو؛ تعد الانتكاسات القصيرة والتعديلات وأعراض الانسحاب جزءاً من الرحلة نحو استخدام الهاتف بطريقة صحية. لا تتوقع تصحيح الأمر على الفور، لا بد من بعض الانتكاسات والتعلم من الأخطاء في كل مرة.
لماذا يعتبر الابتعاد عن الهاتف ضرورياً؟
هناك الكثير من الدراسات التي تبحث بالآثار النفسية والمشاكل الناتجة عن الوجود الكثيف للتكنولوجيا في حياتنا، ولعل أبرزها تلك الدراسة التي قامت بها الباحثة في جامعة إسكس سارة ثومي.
إذ أوضحت تلك الدراسة ارتفاع نسب القلق والتوتر والاكتئاب عند الشباب المدمنين على استخدام الهاتف الخلوي.
وبالرغم من عدم وجود أسباب مباشرة تربط الاكتئاب بالاستخدام المفرط للهواتف، إلا أن سارة أوضحت عدداً من المؤشرات التي تسهم في زيادة التوتر والقلق والاكتئاب عند مستخدمي الهواتف.
فأحد أسباب التوتر المصاحب للتكنولوجيا هو الشعور المستمر بالتقصير وعدم القدرة على تحقيق إنجازات في الحياة، بينما نرى أصدقاءنا على مواقع التواصل الاجتماعي يحظون بحياة مثالية "كما تظهر صورهم" مقابل ازدياد الشعور بعدم الرضا عن حياتنا بشكل عام.