تحولت عملية التطعيم ضد فيروس كورونا في الأرجنتين إلى حملة شعبية لربط الأطفال الذين اُنتزعوا من عائلاتهم خلال فترة "القمع القذرة" التي شنها النظام العسكري الديكتاتوري السابق، في السبعينات، مع عائلاتهم.
وتحت شعار "ساعدونا في العثور عليكم"، انطلقت حملة في الأرجنتين لتشجيع الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1976 و1983، والذين يشتبهون في أنهم مُتبَنُون على نشر صور لأنفسهم على الشبكات الاجتماعية بعد تلقي جرعة من اللقاح، على أمل أن يؤدي ذلك إلى الوصول إلى عائلاتهم، وذلك بحسب ما أشارت صحيفة The Times البريطانية السبت 10 يوليو/تموز 2021.
ما زال البحث مستمراً
يُشار إلى أنه إبان حكم المجلس العسكري خلال تلك السنوات، أُجبرت مئات النساء اللاتي اعتُبِرن معارضات للنظام على الولادة في مراكز تعذيب سرية. وكان كثيراً ما يُقدم رجال النظام على قتل الوالدين وتسليم هؤلاء الأطفال إلى عائلات ليس لديها أبناء ومتعاطفة مع النظام.
ويُعتقد أن حوالي 30 ألف شخص إما قُتلوا أو اختفوا خلال هذه الفترة. وكان من بين القتلى قادة طلابيون ونشطاء نقابيون وصحفيون وعمال إغاثة.
وقد استطاعت بعض العائلات الوصول إلى أبنائهم المُختطفين، لكن لا يزال حوالي 300 منهم في عداد المفقودين، فيما يأمل منظمو هذه الحملة في أن تكون شرارة العثور على الأقارب الذين لا يزالون على قيد الحياة.
الصحيفة نقلت عن بيلين ألتاميراندا تارانتو (44 عاماً)، التي تمكنت من العودة إلى عائلتها بفضل جهود سابقة للمنظمة، "إن التطعيم فرصة نادرة للجمع بين قضيتين إنسانيتين"، مشيرة إلى أن والديها المختفيين، كريستيان أدريان وناتاليا فانيسا، عضوان في حزب العمال الثوري.
وقد أعطت هذه المبادرة أملاً جديداً لأشخاص مثل آنا كاريكريبورد (41 عاماً) التي اختفت عمتها غابرييلا أثناء حملها عام 1976. وعائلتها تبحث عن طفلها، الذي يُعتقد أنه ذكر ولد في شهر ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام.