قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات، الثلاثاء 6 يوليو/تموز 2021، وشهدت وصول الخام الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ 2014، وذلك بعد عدم توافق منتجي أوبك+ حول خطط لزيادة الإمدادات في مواجهة ارتفاع الطلب العالمي، وفشل السعودية والإمارات بحل خلافهما حول إنتاج النفط.
خام برنت ارتفع اليوم الثلاثاء 62 سنتاً، بما يعادل 0.8%، ووصل إلى 77.78 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش، وهو مستوى لم يشهده منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018.
كذلك جرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، بارتفاع 1.75 دولار، أو 2.3% عند 76.91 دولار، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
المحلل لدى "ماركتس.كوم" نيل ويلسون قال إن "أسعار النفط ارتفعت في وقت تخلت أوبك بلاس عن اجتماعها في يوليو/تموز بعد تمسك الإمارات العربية المتحدة بموقفها في شأن زيادة الإنتاج".
أضاف ويلسون في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن "الفشل في الاتفاق على زيادة الإنتاج في أغسطس/آب وما بعد يترك السوق في نقص أكبر من قبل، وبالتالي ارتفعت أسعار غرب تكساس الوسيط إلى ما يقارب أعلى أسعاره منذ حوالي سبع سنوات هذا الصباح إلى حوالي 77 دولاراً".
جاء ارتفاع أسعار النفط بعدما كان وزراء مجموعة "أوبك+" ألغوا، الإثنين 5 يوليو/تموز 2021، محادثات حول إنتاج النفط، بعد خلاف نشب الأسبوع الماضي عندما اعترضت الإمارات على تمديد مقترح لتقييد إنتاج النفط لثمانية أشهر إضافية، مخالفةً بذلك موقف السعودية المؤيدة للمقترح.
لم يتم الاتفاق بعد على موعد لاستئناف المفاوضات، بعد تأجيل المحادثات، لكن وكالة رويترز نقلت عن بعض المصادر في "أوبك+" أنها ما زالت تعتقد أن "أوبك+ ستستأنف المناقشات هذا الشهر وتوافق على رفع الإنتاج بدءاً من أغسطس/آب، بينما قال آخرون إن القيود الحالية قد تظل سارية.
من جانبهم، قال محللون في بنك آي.إن.جي، إنه "مع توقع عمليات سحب كبيرة من المخزون سواء ظل الإنتاج كما هو أو زاد 400 ألف برميل يومياً كل شهر (من أغسطس/آب)، فمن المرجح أن تظل أسعار النفط مدعومة جيداً على المدى القريب"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
كان وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار قد قال، أمس الاثنين، إن بلاده لا تريد أن ترى أسعار النفط ترتفع فوق المستويات الحالية، وإنه يأمل في أن يتم تحديد موعد لاجتماع جديد لأوبك+ في غضون عشرة أيام.
كانت معارضة الإمارات لتمديد مقترح لتقييد إنتاج النفط ثمانية أشهر، وهو ما تفضله السعودية، عرضاً نادراً للتحدي من جانب أبوظبي للرياض، حيث يجمع تحالف قوي بين عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
خلافات السعودية والإمارات
بحسب وكالة رويترز، فإن أول المؤشرات على تفرق السبل بين السعودية والإمارات، ظهر في 2019 عندما سحبت الإمارات وجودها العسكري في اليمن، تاركة الرياض غارقة في حرب شديدة التكلفة تهدد أمنها بشكل مباشر.
لا تزال أبوظبي تحتفظ بنفوذها من خلال القوات اليمنية التي تحدى بعض منها الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.
كما تثاقلت الإمارات فيما يتعلق باتفاق أعلنته السعودية في يناير/كانون الثاني لاستعادة العلاقات السياسية مع قطر، إذ تحركت الرياض لتهدئة الخلاف مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على خلفية سجلها في مجال حقوق الإنسان واليمن.
وبينما أقامت الإمارات العام الماضي علاقات مع إسرائيل في خطوة قوبلت بدعم من كلا الحزبين في واشنطن، اتخذت الرياض على النقيض خطوات مبدئية صوب تحسين علاقتها مع تركيا.
لكن الإمارات والسعودية لا تزالان مشتركتين في القلق من نفوذ إيران المتزايد عبر تابعين في المنطقة والتهديدات الأمنية التي تشكل خطراً على طموحاتهما الاقتصادية.