قُتل 8 مدنيين أغلبهم من الأطفال، وأصيب 9 آخرون، السبت 3 يوليو/تموز 2021، في قصف لقوات النظام السوري والمجموعات التابعة لإيران على "منطقة خفض التصعيد" في محافظة إدلب شمالي البلاد.
وقال المسؤول الإعلامي في الدفاع الوطني (الخوذ البيضاء) حسان الأحمد، إن قوات النظام السوري استهدفت قرى أبلين ومشون وبليون، جنوب إدلب، بالمدفعية والأسلحة الرشاشة.
أوضح الأحمد أن القصف أسفر عن مقتل 5 مدنيين من عائلة واحدة في أبلين وطفلتين في بليون وطفل آخر في مشون، كما أصيب 9 مدنيين آخرون في القرى الثلاث.
وفي الآونة الأخيرة تصاعد استهداف قوات النظام، لمنطقة خفض التصعيد شمالي سوريا.
فقد رصد نشطاء أمس سقوط قذائف صاروخية أطلقتها قوات النظام على مناطق في ديرسنبل وبينين بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وخربة الناقوس بسهل الغاب شمال غربي حماة.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق على إقامة "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، ضمن اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن قوات النظام السوري وداعميه تهاجم المنطقة بين الحين والآخر، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 5 مارس/آذار 2020.
تخوف من إغلاق المعابر
من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من "كارثة إنسانية"، خصوصاً في إدلب، التي تضيق بآلاف مخيمات النازحين، في حال توقفت المساعدات العابرة للحدود.
كما شارك مئات من العاملين في منظمات إنسانية في شمال غرب سوريا، الجمعة، في تشكيل سلسلة بشرية في محافظة إدلب، مطالبين بتمديد التفويض بآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود عبر معبر باب الهوى.
يأتي ذلك قبل أسبوع من تصويت مرتقب في مجلس الأمن على قرار لتمديد إدخال المساعدات، وسط خشية من فيتو روسي، بعدما أبدت موسكو مراراً رغبتها في إغلاقه، لتصبح بذلك كل معابر المساعدات إلى سوريا مقفلة، باستثناء تلك التي تمرّ عبر دمشق.
ورفع المشاركون في السلسلة البشرية، التي امتدت على طول أكثر من كيلومترين على طريق دولي قرب معبر باب الهوى، لافتات حملت شعارات عدة بينها "الفيتو الروسي يقتلنا" و"باب الهوى ليس معبراً إنسانياً بل شريان حياة". وارتدى معظمهم سترات تحمل أسماء المنظمات التي يعملون في صفوفها.
وقال المنسّق الطبي في منظمة بنفسج المحلية وسيم باكير، لفرانس برس: "نسعى عبر هذه الوقفة إلى حملة مناصرة لتمديد هذا القرار، لأن النتائج ستكون كارثية"، في حال وقف العمل به.
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غربي سوريا نحو 4,5 مليون شخص، قرابة ثلاثة ملايين منهم، غالبيتهم من النازحين، في مناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في إدلب، بينما يقيم 1,5 مليون في مناطق تسيطر عليها القوات التركية وفصائل موالية لها في شمال حلب.
في العام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، لكنه ما لبث أن قلّصها مطلع العام الماضي، بضغوط من روسيا والصين، لتقتصر على معبر باب الهوى بين تركيا ومحافظة إدلب. ويدخل عبره شهرياً حوالي 10 آلاف شاحنة، وهو ما تسعى موسكو لإغلاقه حالياً.
ومنذ بدء النزاع عام 2011، استخدمت موسكو حق النقض في مجلس الأمن 16 مرة، في مواضيع تتعلق بالملف السوري، فيما استخدمته الصين عشر مرات.