تعتزم أكبر نقابة للمعلمين في أمريكا نقاش قرار هذه الأسبوع يتضمن إعلاناً بدعمه النضال الفلسطيني، وإدانته لما وصفه بـ"التطهير العرقي" الإسرائيلي للفلسطينيين، حسبما أكد موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 1 يوليو/تموز 2021.
ويُفترض أن يُناقش القرارين كلاً على حدة، بعد أن حصل كل منهما على 50 من الرعاة الداعمين له، خلال الاجتماع السنوي لـ"الجمعية الوطنية للتعليم" (NEA) في الولايات المتحدة، في الفترة من 30 يونيو/حزيران إلى 3 يوليو/تموز.
ويدعو أحد القرارين إلى تثقيف الجمهور العام بشأن سياسات الاضطهاد التي يتعرض لها الفلسطينيون، والتي تشمل "احتجاز الأطفال وإساءة معاملتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وجاء في القرار: "يجب أن تقر الجمعية الوطنية للتعليم بوجود وسيادة فلسطين وبحق الأطفال الفلسطينيين وأسرهم الإنساني في الحصول على تعليم جيد والعيش بحرية على النحو الذي نصَّ عليه إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان".
أما القرار الآخر، ففي حال إقراره، فإنه يقتضي مناشدة 3 ملايين عضو من أعضاء الجمعية الوطنية للتعليم دعوةَ حكومة الولايات المتحدة إلى وقف "تسليحها ودعمها" كلاً من إسرائيل والسعودية.
وجاء في البيان أن: "السكان العرب في فلسطين انتفضوا مرة أخرى في كفاح بطولي ضد القمع العسكري و(التطهير العرقي) الذي تنتهجه الدولة الإسرائيلية والقوى القومية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي. إن دعم الجمعية الوطنية للتعليم لهذا الكفاح سيُضعف جهود مناهضته دولياً".
من جانبها، قالت تانيا كابنر، وهي معلمة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية وأحد المندوبين الذين حضروا مؤتمر الجمعية الوطنية للتعليم، لموقع MEE: إن القرار يُفترض به أن يكون "رسالة مهمة مرسلة من نقابة تمثِّل ملايين المعلمين".
وأضافت كابنر: "إن الجمعية الوطنية للتعليم هي اتحاد يُدافع عن الحقوق المدنية وحقوق المهاجرين. يجب أن ندعم حقوق الفلسطينيين، ونعارض تهجير الناس من منازلهم وأراضيهم وأحيائهم".
نقابات أمريكية تدعم (BDS)
تأتي هذه القرارات ضمن تزايد عدد النقابات العاملة الأمريكية التي تصدر بيانات تضامنية مع الفلسطينيين، في أعقاب القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في مايو/أيار الماضي، والتهجير المخطط له للعائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس.
سبق أن صوَّتت "نقابة المعلمين في ولاية سان فرانسيسكو" (USEF)، وهي اتحاد يمثل نحو 6 آلاف معلم عامل في قطاع المدارس في سان فرانسيسكو، في مايو/أيار بالموافقة على قرار يؤيد حملة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها (BDS)، وهي مبادرة سلمية يقودها فلسطينيون وداعمون لهم للحث على إدانة انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان من خلال مقاطعتها في مختلف المجالات.
على النحو نفسه، صوَّت "اتحاد المعلمين في لوس أنجلوس" (UTLA)، التابع لثاني أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة، أو "الاتحاد الأمريكي للمعلمين" (AFT)، لصالح بيان حركة مقاطعة إسرائيل، كما أصدر دعوات يحث فيها على إنهاء المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وكان عدد من أعضاء الاتحاد الأمريكي للمعلمين وقعوا في مايو/أيار على رسالة موجهة إلى قيادة الاتحاد يطالبون فيها بـ"إصدار بيان عام يدين استمرار الدولة الإسرائيلية في سياسات اضطهاد الفلسطينيين".
كما أصدر اتحاد المعلمين في مدينة سياتل بواشنطن بياناً يعلن فيه تأييده لحملة مقاطعة إسرائيل في بيان أصدره في وقت سابق من هذا الشهر، وكذلك فعل الاتحاد العام لولاية فيرمونت الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت نقابات في مجالات أخرى، منها نقابات في قطاع الضيافة والسياحة وخدمات الطرود، بيانات مماثلة لإبداء التضامن مع "الفلسطينيين في كفاحهم ضد القهر والظلم".
مظاهرات حاشدة في أمريكا
وخرج الآلاف من المتظاهرين في 11 مايو/أيار 2021، إلى شوارع عدد من المدن والولايات الأمريكية، خاصة في نيويورك وواشنطن ونيجيرسي، وذلك احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة والفلسطينيين، بعد الأحداث التي عرفتها القدس، وحملات القصف على غزة.
وفي أبرز شوارع نيويورك ، نزل الآلاف من الأمريكيين في تظاهرة حاشدة؛ تلبية لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، ورفعوا شعارات تندد بالعدوان واعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنادية بالحرية لفلسطين والفلسطينيين.
أما في ولاية نيوجرسي، فقد خرج المئات من المتظاهرين للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، مطالبين حكومة بايدن باتخاذ خطوات ملموسة ضد تل أبيب.
وقد شارك في هذه المظاهرة نواب في الكونغرس، ونشطاء داعمون لفلسطين، رفعوا شعارات تنتقد أيضاً التعامل الأمريكي مع تطورات الأوضاع في القطاع والأقصى، وسياسة "الكيل بمكيالين".