قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره يوم الأربعاء 30 يونيو/حزيران 2021، إن أكثر من 100 منظمة حقوقية طالبت الرئيس الأمريكي جو بايدن، في رسالة، بإنهاء ضربات الطائرات المسيرة "غير القانونية"، واستخدام الأسلحة المميتة الأخرى خارج مناطق الحرب التقليدية.
في خطابٍ صادر يوم الأربعاء 30 يونيو/حزيران 2021، وصفت 113 منظمة حقوقية المسألة بأنها قضية عدالةٍ عرقية، وقالوا إنّ ضربات الطائرات المسيرة "قد تسببت في خسائر مروعة بين مجتمعات المسلمين، وذوي البشرة البنية والسمراء، في مختلف أنحاء العالم"، وفق وصف البيان.
إنهاء الحروب الأبدية
بيان المنظمات الحقوقية كذلك قال في حديثه إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن: "نقدر التزامك الذي أعربت عنه إزاء إنهاء (الحروب الأبدية)، والترويج للعدالة العرقية، ووضع حقوق الإنسان في محور السياسة الخارجية الأمريكية".
مشدداً على أنه بلا شك استنكار وإنهاء برنامج القصف المميت هو أمرٌ ضروري لحقوق الإنسان والعدالة العرقية، من أجل تلبية هذه الالتزامات، وقال البيان كذلك: "فبعد إمضاء 20 عاماً في هذا النهج القائم على الحرب، الذي قوّض وانتهك الحقوق الأساسية للبشر، ندعوك إلى التخلي عنه وتبني نهجٍ جديد يحمي أمننا البشري الجماعي".
نسّقت منظمة Human Rights and Security Coalition هذا الخطاب، الذي شاركت في التوقيع عليه 77 منظمة لحقوق الإنسان ومناهضة الحرب داخل الولايات المتحدة إلى جانب 36 منظمة أخرى خارج الولايات المتحدة، ومنها منظماتٌ داخل دولٍ تعرضت لضربات الطائرات المسيرة المذكورة، حيث وقّع على الخطاب 6 منظمات في اليمن، و3 في الصومال، واثنتان في باكستان، وواحدة في ليبيا.
قتل المواطنين في اليمن
من جانبه نقل موقع the hill الأمريكية عن رضية المتوكل، رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان في اليمن، في بيانٍ لها: "الولايات المتحدة تقتل الناس منذ 20 عاماً في اليمن، ولكنها لم تُجر حتى يومنا هذا تحقيقاً مناسباً في الوفيات والإصابات التي لحقت بصفوف المدنيين، أو تُقر صراحةً بحجم الضرر الهائل الذي لحق بالأسر والمجتمعات، ويجب أن تنأى إدارة بايدن بنفسها عن تلك الممارسات الضارة، وتضمن فتح تحقيقٍ كامل ومساءلةٍ شاملة عن كافة الأضرار التي وقعت".
بعد فترةٍ وجيزة من تولي منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، بدأ بايدن في مراجعة استخدام الطائرات المسيرة وغارات فرق الكوماندوز خارج مناطق الحرب التقليدية، وفرض بعض القيود المؤقتة. وباتت هذه الضربات الجوية الآن تتطلب مراجعات إضافية رفيعة المستوى قبل الموافقة عليها، لكن لم يجرِ حظرها تماماً.
إذ قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في مارس/آذار 2021، لصحيفة New York Times الأمريكية، إنّ القيود المفروضة كانت طبيعية بالنسبة لإدارةٍ جديدة، لأنّها تأتي ضمن نطاق "المراجعة الأوسع لقضايا الأمن القومي في مختلف المجالات، حيث تشمل أُطر العمل القانونية والسياسية التي تحكم هذه المسائل".
في خطابهم، أقرت المنظمات بأهمية المراجعة الجارية، ووصفتها بأنّها "فرصةٌ للتخلي عن النهج القائم على الحرب، ورسم مسارٍ جديد للمستقبل يُروّج لأمننا البشري الجماعي ويحترمه".
قضايا العدالة الاجتماعية
مع تعهد بايدن بإحراز تقدم على صعيد قضايا العدالة الاجتماعية، فقد أشارت المنظمات أيضاً إلى الروابط بين برنامج الطائرات المسيرة الأمريكي وبين المشكلات العرقية.
إذ كتبت المنظمات في الخطاب: "يُعد هذا البرنامج حجر الزاوية في حروب الولايات المتحدة الأبدية التي تسببت في خسائر مروعة بين مجتمعات المسلمين، وذوي البشرة البنية والسمراء، في مختلف أنحاء العالم".
البيان كذلك قال: "حروب أمريكا كذلك تسببت في صدمات نفسية دائمة، وحرمان الأسر من أفرادها المقربين، إلى جانب حرمانهم من سُبل النجاة. أما داخل الولايات المتحدة فقد أسهم هذا النهج في تعزيز نهجي العسكرة والعنف المتزايدين ضمن نطاق فرض النظام محلياً. إلى جانب تعزيز التنميط العنصري والعرقي والديني القائم على التحيز أثناء التحقيقات، والمحاكمات، وإعداد قوائم المراقبة، والمراقبة بدون إذن محكمة".
بالإضافة إلى زيادة معدلات الإدمان والانتحار بشكلٍ وبائي بين قدامى المحاربين، وغيرها من الأضرار. وقد حان الوقت لتغيير المسار والبدء في إصلاح الأضرار الواقعة حسبما قال بيان هذه المنظمات الحقوقية.