قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء 30 يونيو/حزيران 2021، إن مئات الأطفال محتجزون في سجون للكبار شمال شرقي سوريا، لتكشف النقاب لأول مرة عن محنتهم كسجناء.
أوضحت اللجنة أن الأطفال، وغالبيتهم ذكور، نُقلوا إلى السجون من مخيم الهول الذي تديره قوات أكراد سوريا في الصحراء ويعيش به نحو 60 ألف شخص من أكثر من 60 دولة. ومعظم هؤلاء من النساء والأطفال الفارين بعد انهيار آخر جيوب التنظيم المتشدد قبل عامين.
أعضاء تنظيم داعش
تقول السلطات المحلية إن كثيراً منهم يرتبطون بمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
قال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط، في إفادة صحفية: "مئات الأطفال، معظمهم من الذكور، وبعضهم في عمر 12 عاماً، ما زالوا محتجزين في سجون للبالغين، وهي أماكن لا تناسبهم ببساطة".
قامت اللجنة بنحو 36 زيارة لأماكن احتجاز بأنحاء سوريا في عام 2020، وهي الهيئة الوحيدة التي سُمح لها بذلك. وتطلب إجراء محادثات خاصة مع النزلاء بخصوص معاملتهم وظروفهم، لكن النتائج السرية للمقابلات لا تفصح عنها إلا للسلطات.
قالت متحدثة إن اللجنة زارت أماكن احتجاز في شمال شرقي سوريا، وهي منطقة يهيمن عليها أكراد سوريا، ورفضت ذكر تفاصيل.
جددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مناشدتها الدول استعادةَ رعاياها من مخيم الهول، والالتزام بلمِّ شمل العائلات، حسب القانون الدولي.
أطفال محبوسون خلف الأسلاك
قال كاربوني، الذي زار مخيم الهول أربع مرات خلال العامين الماضيين: "لا يمكنني تحمُّل رؤية كثير من الأطفال خلف الأسلاك الشائكة".
يدير الصليب الأحمر مستشفى ميدانياً ويقدم الطعام والماء في الموقع المترامي الأطراف. وقال كاربوني إن الاحتياجات الطبية ما زالت كبيرة، لاسيما مع ارتفاع عدد الأطفال الذين توفوا العام الماضي، وضمن ذلك بعض الحالات التي كان يمكن الوقاية منها.
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن ثمانية أطفال تقلُّ أعمارهم عن خمس سنوات، توفوا بالمخيم في أغسطس/آب الماضي، نصفهم نتيجة مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية. وأضافت "اليونيسف" أن باقي الوفيات كانت بسبب جفاف ناتج عن إسهال وفشل قلبي ونزيف داخلي ونقص السكر في الدم.
مساعٍ مغربية لاستعادة رعاياها
يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي أعلن فيه مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الأربعاء، أن السلطات المغربية تجري ترتيبات لإعادة النساء والأطفال الموجودين بمخيمي "الروج" و"الهول" شمالي سوريا.
أفاد المرصد الحقوقي (مستقل)، في بيان نشره على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، بأن عدد المغاربة المحتجزين في مخيمي "الهول" و"الروج" يقدَّر بـ81 امرأة و251 طفلاً.
تحدثت تقارير إعلامية مغربية سابقة، عن وجود عدد من النساء المغربيات رفقة أبنائهن عالقين في سوريا والعراق، بعدما اعتُقل أزواجهن الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي، ومنهم من قُتل هناك.
اعتبر البيان أنه "من غير الإنساني ترك عشرات من الأطفال دون الحصول على حقوقهم في التعليم والصحة وبيئة سليمة"، وأنه "ترافع لسنوات، من أجل إعادة النساء والأطفال المغاربة الموجودين بمخيمات الاحتجاز شمالي سوريا".
لم يصدر تعليق فوري من السلطات المغربية على ما جاء في بيان المرصد الحقوقي.
مسؤولية المغرب عن أطفاله
في جلسة برلمانية سابقة قال عبداللطيف وهبي، النائب البرلماني والأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، إن بلاده يتعيَّن عليها أن تكون "مسؤولة عن أطفالها أينما كانوا في العالم".
تتعثر عودة هؤلاء، بسبب قلق عبَّر عنه المغرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، من "عودة المقاتلين ضمن التنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر (سوريا والعراق وليبيا)"، وفق تقرير لوزارة الداخلية.
لا تتوافر إحصائية رسمية بعدد النساء والأطفال هناك.
لكن بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن المغربي، صرح في ديسمبر/كانون الأول 2018، بأن هناك ألفاً و692 مقاتلاً مغربياً في سوريا، ينتمون إلى تنظيم داعش.