أصدرت روسيا قرارات جديدة تجبر فئة واسعة من الروس على تلقي جرعات لقاح "سبوتنيك" المضاد لكورونا؛ وذلك على الرغم من زعم "الكرملين" أن تلقي التطعيم يبقى اختيارياً، إذ أعلنت السلطات، في مواجهة معدلات التطعيم المنخفضة، أن 60% على الأقل من العاملين في الصناعات الخدمية، التي تشمل الطعام والإسكان والمواصلات، ملزمون بتلقي جرعة واحدة على الأقل من اللقاح بحلول 15 يوليو/تموز، وإلا سيفقدون مصدر رزقهم.
حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الثلاثاء 29 يونيو/حزيران 2021، فإنه إذا سألت الكرملين هل لقاح فيروس كوفيد في روسيا اختياري، فسيجيبك مسؤولوه بأنه كذلك. لكن السلطات في موسكو وضعت سياسة لا تمنح الأشخاص الذين يعملون في وظائف يتعاملون فيها مع الجمهور خيارات كثيرة سوى تلقي جرعتهم من اللقاح.
اللقاح أو الطرد من العمل
ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين قال إن "التطعيم يظل اختيارياً"، لكن في الوقت الذي يقول فيه بيسكوف إن أي شخص له حرية رفض اللقاح، فقد يفقد مصدر رزقه إن فعل.
المتحدث نفسه، صرح بأنه "كان أحد سكان موسكو يعمل في قطاع الخدمات وملزم بتلقي اللقاح ولكنه اتخذ قراراً بألا يفعل، فعليه ببساطة أن يتوقف عن العمل في قطاع الخدمات. وإن أراد ذلك، فعليه أن يبحث عن وظيفة في مكان آخر غير مرتبطة بتلك المجالات التي يُلزم العاملون فيها بتلقي اللقاح".
اعتباراً من يوم الإثنين 28 يونيو/حزيران، أصبح مواطنو موسكو ملزمين بإظهار ما يثبت أنهم تلقوا التطعيم، أو نتيجة سلبية لتحليل PCR أو ما يثبت إصابتهم بكوفيد-19 سابقاً في الأشهر الستة الماضية؛ حتى يُسمح لهم بدخول المقاهي والمطاعم في المدينة.
أصبحوا مجبرين على ذلك
ورغم الضرر الكبير الذي لحق بروسيا جراء الجائحة، فلا تحظى فكرة التطعيم الإجباري بالقبول.
في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة الروسية أنها لم تقدم خطة تطعيم إلزامية شاملة، تشير شهادات كثير من العاملين العاديين- الذين امتنعوا عن ذكر أسمائهم الكاملة- إلى شعورهم الكبير بالضغط للحصول على التطعيم.
من بين سكان موسكو الذين اصطفوا خارج مركز التطعيم المقابل لمنتزه غوركي في شمس يونيو/حزيران الحارقة، وقف أشخاص يعملون في مجال الضيافة والبناء والأعمال، وطلاب كذلك.
شهادات تؤكد ذلك
موظف الاستقبال في المركز، صرح لشبكة CNN بأن المواطنين في الأيام القليلة الماضية كانوا يأتون لتلقي اللقاح بين الساعة 8 صباحاً حتى وقت الإغلاق في الساعة 10 مساءً.
يقول ديمتري (29 عاماً)، الذي يعمل نادلاً وكان يقف في الصف لتلقي أولى جرعاته من اللقاح: "عملي يلزمني بتلقي اللقاح؛ لأنني أعمل في مجال الطعام".
كما قال لشبكة CNN، دون ذكر اسمه الكامل: "لكنني أعلم أنني سأضطر لأخذه بطريقة أو بأخرى، عاجلاً أم آجلاً. سيواصلون الضغط حتى يتلقى الجميع اللقاح في النهاية".
أما إيغور، الذي يعمل في تكنولوجيا المعلومات، فكان ينتظر دوره أيضاً في الطابور. ورغم أن وظيفته لا تقتضي التعامل مع الجمهور، فلا يملك خياراً سوى تلقي اللقاح.
وقال رافضاً ذكر اسمه بالكامل أيضاً: "عملي دفعني لهذا، أخبروني في العمل أنني لا بد أن أتلقى اللقاح".
قبل أن يختتم حديثه بالقول: "هذا ليس صائباً. لا بد أن يتمتع كل فرد بحرية اختيار تلقي اللقاح من عدمه".