عبَّر الآلاف من التونسيين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد، الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021، إثر واقعة وفاة رجل أمن تونسي أمام مستشفى في محافظة القيروان، من جرّاء تعرضه لمضاعفات ناجمة عن إصابته بفيروس كورونا، دون أن يحظى بالرعاية الصحية التامة.
وأظهر مقطع فيديو، انتشر بشكل واسع على "تويتر"، رجلاً بزي مدني، وهو يحتضر أمام بوابة مستشفى ابن الجزار بالقيروان، دون أن يلتفت له أحد، بينما كان يستجدي أسطوانة أوكسجين، بسبب معاناته من مضاعفات الفيروس.
وكشفت وسائل إعلام تونسية، الإثنين، عن هوية الشخص المتوفى، قائلةً إن الأمر يتعلق بجمعة عبود، وهو رجل أمن في صفوف قوات التدخل التونسية، ويشتغل بمنطقة السبيخة.
المصادر نفسها أكدت أن الشخص المتوفى أب لـ5 أطفال، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة عندما كان يستجدي جرعة أكسجين.
في السياق نفسه، ذكر موقع "نسمة" التونسي، الإثنين، أن رئيس الحكومة هشام المشيشي، كلف "وزيرة العدل بالنيابة، حسناء بن سليمان، بفتح تحقيق لدى النيابة العمومية حول ملابسات وفاة الأمني المصاب بفيروس كورونا أمام مستشفى ابن الجزار بالقيروان".
هذا القرار، يضيف الموقع نفسه، جاء بعد اجتماع بين "رئيس الحكومة، صباح اليوم، عبر تقنية التواصل عن بُعد، مع ولاة تونس الكبرى، ووزير الصحة، والقيادات الأمنية؛ لتنسيق الإجراءات على مستوى تونس الكبرى باعتبار الكثافة السكانية وصعوبة الفصل بين المعتمديات".
وفي الوقت الذي يوجه فيه التونسيون أصابع الاتهام إلى مسؤولي قطاع الصحة في الولاية، فإن المدير الجهوي للصحة بالقيروان محمد رويس، نفى كل تهم الإهمال.
وأوضح رويس في تصريح نقلته صفحة "تونس تتحرى" على فيسبوك، أنه "تم قبول المواطن في المستشفى وإعطاؤه الأوكسجين في مرحلة أولى ولكنه قرر الخروج إلى فناء المستشفى لتدخين سيجارة حسب قوله، ولكنه فقد الوعي لحظتها وتم إدخاله مجدداً إلى المستشفى لإنقاذه، ولكن الإطار الطبي لم يتمكن من ذلك، ليفارق الحياة بعدها".
كما أضاف، أن "الوفاة ليست بسبب نقص الأوكسجين في المستشفى كما يروج له"، مشيراً إلى أنه سيتم توضيح العملية خلال ندوة صحفية لتوضيح الحادثة".