حاول متظاهرون لبنانيون غاضبون، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، اقتحام منزل وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، راؤول نعمة، بالعاصمة بيروت؛ احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي.
إذ قال شهود عيان إن عشرات المتظاهرين تجمعوا أمام مدخل منزل الوزير في منطقة الأشرفية، إلا أن عناصر من فرقة مكافحة الشغب التابعة للقوات الأمنية اللبنانية منعتهم من ذلك.
استمرار انهيار الاقتصاد
أضاف الشهود، أن المتظاهرين الذين رفع بعضهم الأعلام اللبنانية عبَّروا عن سخطهم إزاء "استمرار الانهيار الاقتصادي في البلاد"، مطالبين بـ"محاسبة المسؤولين عما وصلت إليه الأمور في لبنان".
في سياق متصل، اقتحم محتجون لبنانيون باحة مقر مصرف لبنان المركزي في صيدا (جنوب)، ورشقوا المبنى بالحجارة، إلا أن القوى الأمنية تصدَّت لهم، وفق ما أفاد به شهود عيان لـ"الأناضول". وأشار الشهود إلى أن التدافع بين الجانبين أسفر عن إصابة أحد المتظاهرين.
تأتي هذه التحركات في إطار تصاعد الاحتجاجات في لبنان، رفضاً لتردي الأوضاع المعيشية، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
خلافات لبنان السياسية
سجَّلت العملة المحلية انهياراً إضافياً في الأيام القليلة الماضية، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد 17.500 ليرة بالسوق الموازية، في حين يبلغ سعر الصرف الرسمي للدولار 1515 ليرة.
منذ 10 أشهر، حالت خلافات سياسية دون تأليف حكومة جديدة، تخلف حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة حسان دياب والتي استقالت عقب أيام قليلة من انفجار مرفأ بيروت الكارثي في 4 أغسطس/آب 2020.
في المقابل أصيب جنديان بالجيش اللبناني إثر إلقاء قنبلة باتجاههما في أثناء الاحتجاجات الدائرة بطرابلس (شمال)، وفق شهود عيان.
قال الشهود إن قنبلة صوتية انفجرت بعد إلقائها باتجاه عدد من جنود الجيش المنتشرين في شوارع المدينة التي تشهد احتجاجات شعبية غاضبة وأعمال شغب؛ ما أسفر عن إصابة جنديين، دون تفاصيل.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن الجيش اللبناني حتى الساعة الـ21.30 ت.غ.
إصابة محتجين في طرابلس
في وقت سابق من السبت، أصيب 5 متظاهرين في مواجهات وقعت بينهم وبين حراس بعض السياسيين بمحيط منازلهم في مدينة طرابلس، حسب ما أفاد به مراسل "الأناضول" نقلاً عن شهود.
تشهد طرابلس توتراً شديداً عقب انطلاق مسيرات شعبية غاضبة مساء باتجاه منازل ومكاتب السياسيين القاطنين في المدينة؛ تنديداً بتردي الوضع المعيشي، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين.
أزمات اقتصادية
أما في مطلع يونيو/حزيران 2021، فصنَّف البنك الدولي الأزمة في لبنان ضمن أصعب ثلاث أزمات سُجِّلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
منذ أواخر 2019، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي لقيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.