وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، جثمان الناشطة الإماراتية الشابة آلاء الصديق، التي توفيت في حادث سير بلندن قبل نحو أسبوع، حيث سيوارى جثمانها الثرى في إحدى المقابر هناك يوم الأحد 27 يونيو/حزيران.
جاء ذلك عقب موافقة السلطات القطرية على طلب أسرة الفقيدة نقل جثمانها إلى الدوحة؛ كي يحظى أقاربها بتشييعها والصلاة عليها قبل مراسم الدفن، بحسب نشطاء حقوقيين.
قطر رفضت طلب تسليم آلاء الصديق
من جهته، قال الإعلامي القطري، جابر الحرمي، على حسابه بموقع "تويتر": "قطر التي رفضت تسليم الناشطة الإماراتية آلاء الصديق حيَّة، هي اليوم تحتضن جثمانها ميتة. سيوارى جثمان الفقيدة في تراب قطر، الأحد 26 يونيو/حزيران 2021، حيث سيُصلى عليها بعد صلاة المغرب ثم يوارى جثمانها الطاهر الثرى بمقبرة مسيمير. كونوا لها الأهل. طبتِ حية وميتة".
كان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد كشف في يناير/كانون الثاني 2018، أن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، أرسل مبعوثين إلى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، مطالباً بتسليم آلاء الصديق (لم يسمها) إلى الإمارات، إلا أنهم رفضوا ذلك؛ نظراً إلى أن القوانين القطرية والدولية تمنع تسليم اللاجئين السياسيين.
يشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت آلاف التغريدات التي تنعي "الصديق" (33 عاماً)، المعروفة بانتقادها سلطات الإمارات، على خلفية "انتهاكات" في ملفات حقوقية.
"الصديق" كانت تشغل حتى لحظة وفاتها منصب المديرة التنفيذية لمؤسسة القسط لحقوق الإنسان في لندن (غير حكومية)، المعنية بمعتقلي الرأي في الخليج.
كانت السلطات الإماراتية سحبت جنسية والدها الداعية محمد عبدالرزاق الصديق وعدد من أبنائه، ومن ضمنهم آلاء.
رغم مطالبة عشرات النشطاء والمغردين الإماراتيين للسلطات بالإفراج عن والدها المعتقل، الذي تنتهي محكوميته بالسجن 10 سنوات بعد نحو 9 أشهر، فإنه لا يزال في محبسه حتى الآن.
دعوات للتحقيق في ملابسات الوفاة
في هذا الإطار، دعت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة "Democracy for the Arab World Now- الديمقراطية الآن للعالم العربي"، المملكة المتحدة إلى التحقق مما إذا كانت وفاة آلاء الصديق حادثة أم جريمة استهداف بالقتل.
إذ قالت سارة، في بيان يوم الأحد 20 يونيو/حزيران: "نحتاج من السلطات البريطانية طمأنتنا بأنَّ الحادث لم يكن جريمة قتل، بالنظر إلى سجل حكومتي الإمارات والسعودية من مراقبة النشطاء وعائلاتهم بالخارج واستهدافهم وملاحقتهم".
بينما ذكرت منظمة "القسط" لدعم حقوق الإنسان، أنها "لم تعثر على أية دلائل على أنها جريمة قتل"، بعدما دققت في الحادث المميت، وهو الاستنتاج الذي قالت إنَّ شرطة لندن تتفق معه إلى الآن.
لكن خالد إبراهيم، مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان، دعا إلى إطلاق تحقيق دقيق في الواقعة، قائلاً: "كانت حياة آلاء معرضة للخطر طوال الوقت".
قال إبراهيم لصحيفة The Telegraph البريطانية: "نعمل في بيئة عدائية جداً، ومثل هذه الحكومات في الخليج تستخدم تكنولوجيات المراقبة لاختراق حساباتنا". ولفت: "نعلم جميعاً ما حدث لخاشقجي".
وفقاً لصحيفة The Telegraph، وجَّهت شرطة تيمز فالي نداء عاجلاً للشهود للتقدُّم والإدلاء بإفاداتهم في حادث التصادم المميت.
جدير بالذكر أن "الصديق" كانت قد حصلت على لجوءٍ للمملكة المتحدة في 2018، بعدما دفعتها إلى الخروج من الإمارات حملة الحكومة ضد النشطاء بين عامي 2011 و2012. وتركز عملها على تحرير السجناء السياسيين في الإمارات.