حذّرت قيادات في قطاع النقل البريطاني، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، من أن البلاد قد تشهد نقصاً في المنتجات على أرفف المتاجر الكبرى هذا الصيف، وانهياراً لا يمكن تصوره لسلاسل الإمداد، وذلك بعد أن تسببت جائحة فيروس كورونا، وخروج لندن من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، في خروج أكثر من مئة ألف من سائقي الشاحنات من دائرة العمل ببريطانيا.
كان قطاع النقل قد وجّه خطاباً إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون، يوم 23 يونيو/حزيران الجاري، داعياً إياه إلى التدخل شخصياً للسماح بدخول العمالة الأوروبية عن طريق إصدار تأشيرات عمل مؤقتة لسائقي شاحنات البضائع الكبيرة وإضافتهم إلى "قائمة لسد النقص الوظيفي".
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنه ينبغي على قطاع النقل تعيين عمالة محلية بدلاً من ذلك، في ضوء سياسة الهجرة الجديدة التي تطبقها البلاد بعد خروجها من التكتل.
بدوره، ذكر ريتشارد بيرنيت، الرئيس التنفيذي لجمعية النقل على الطرق في بريطانيا، أن المتاجر الكبرى تتحدث بالفعل عن عدم تلقيها مخزونات الغذاء المتوقعة، وهناك فاقد كبير نتيجة لذلك.
كما أوضح شين برينان، رئيس اتحاد سلسلة التبريد البريطانية، أنهم يكافحون باستمرار كل يوم لمحاولة محاصرة أزمة سلاسل التوريد، مؤكداً أن هناك أرففاً فارغة بالفعل في بعض أجزاء سلسلة الإمداد الغذائي، وفي محلات السوبر ماركت، ومحال الضيافة، وهذا سوف يستمر من وجهة نظره.
"نقطة اليأس"
في حين أضاف نيك ألين، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي اللحوم البريطانية: "لقد وصلنا إلى نقطة اليأس، ويبدو أننا نتجه نحو جدار من الطوب".
يشار إلى أن قطاع المتاجر الكبرى في بريطانيا، والذي تقوده متاجر تيسكو وسيسنبريز وأسدا وموريسونز، يعتمد على جيش من السائقين وعمال المخازن لنقل المحاصيل الطازجة من حقول أوروبا إلى أرففها.
كان قطاع الإمداد من أكثر المنتقدين للبريكست قبل حدوثه؛ إذ حذر من أن سائقي الشاحنات سيعزفون عن المجيء إلى بريطانيا إذا زادت عمليات التفتيش والاحتكاك على الحدود.
في هذا الإطار، فاقمت جائحة كورونا المشكلة مع عودة الكثير من السائقين الأوروبيين الذين يعيشون في بريطانيا إلى بلدانهم.
فيما ذكرت بيانات حكومية أن بريطانيا سجلت 18270 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، السبت، في أكبر عدد يومي للإصابات منذ 5 فبراير/شباط المنصرم، وذلك فضلاً عن تسجيل 23 وفاة.
إذ تتزايد الإصابات اليومية في بريطانيا منذ شهر، لكن يبدو أن برنامج التطعيم السريع كسر إلى حد كبير الصلة بين العدوى والوفيات، مع بقاء الوفيات اليومية في نطاق 20 أو أقل.
كما أعلنت بريطانيا، الجمعة، تسجيل 15810 إصابات جديدة.
وأظهرت البيانات أيضاً أن 83.7 بالمئة من البالغين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، وأن 61.2 بالمئة تلقوا الجرعتين.