كشف موظفون أمريكيون سابقون في شركة بايت دانس الصينية، المالكة للتطبيق "تيك توك" عن قدرات كبيرة تمتلكها الشركة في الوصول إلى بيانات المستخدمين الشخصية، كما أكدوا أنها لا تملك صلاحية رفض طلبات قد تقدمها بكين للحصول على بيانات أشخاص محددين، وكذلك تملك الحكومة الصينية صلاحية لنشر مواد ترويجية لها عبر المنصة.
شبكة "CNBC" الأمريكية نقلت في تقرير الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، شهادات عن إحدى الموظفات السابقات، وكذلك عن مديرين تنفيذيين سابقين لشركة بايت دانس كانوا منخرطين بشكل كبير في عملية صنع القرار في مقر الشركة بالولايات المتحدة.
الوصول للبيانات الشخصية
بحسب أربعة موظفين سابقين، فإن الشركة الصينية الأم المالكة لتطبيق التواصل الاجتماعي "تيك توك" تتمتع بإمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الموظفون السابقون إن "بايت دانس" قادرة على الوصول إلى بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة، وذلك أبعد مما اعترفت به الشركة من التزامها "بضوابط صارمة وموافقة يشرف عليها فريق القيادة في الولايات المتحدة".
وأشار الموظفون السابقون إلى أن التطبيق يجمع جميع أنواع البيانات، ويتضمن ذلك بيانات الملف الشخصي، مثل أسماء المستخدمين وصور الملفات الشخصية، بالإضافة إلى أي بيانات قد يضيفها المستخدمون من خلال الاستطلاعات أو المسابقات، مثل الجنس والعمر، ويجمع التطبيق أيضاً مواقع المستخدمين والرسائل المرسلة داخل التطبيق ومعلومات حول كيفية استخدام الأشخاص للتطبيق، بما في ذلك إعجاباتهم والمحتوى الذي يشاهدونه وعدد مرات استخدامهم للتطبيق.
من جانبه، قال بريان كننغهام، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث وسياسة الأمن السيبراني في جامعة كاليفورنيا، إيرفين "إذا طلبت السلطات القانونية في الصين أو الشركة الأم البيانات، فقد منحهم المستخدمون بالفعل الحق القانوني لتسليمها".
وقال خبراء الأمن السيبراني الذين تحدثوا مع الشبكة إن هناك عدداً من المخاطر التي تأتي من تداخل "تيك توك" مع الشركة الصينية الأم، وتتمثل هذه المخاطر في كيفية قيام الحكومة الصينية بنشر الدعاية أو التأثير على تفكير الأمريكيين الذين يستخدمون التطبيق.
وأوضح الخبراء أنه يمكن القيام بذلك من خلال مقاطع فيديو قصيرة قد ترغب الحكومة الصينية في عرضها للأمريكيين، سواء كان ذلك محتوى واقعياً أو معلومات مضللة. ويمكن للشركة أيضاً فرض الرقابة على أنواع معينة من المحتوى.
التطبيق في أمريكا
وتم إطلاق "تيك توك" دولياً في سبتمبر/أيلول 2017، واشترت شركة بايت دانس تطبيق "ميوسيكال. أل واي"، وهو تطبيق اجتماعي تزايدت شعبيته في الولايات المتحدة، مقابل مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وتم دمج التطبيقين في أغسطس/آب 2018.
وخلال سنوات قليلة، ازدادت شعبية تيك توك، ووصل عدد مستخدميه لما يقارب 92 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، ومعظمهم من المراهقين والشباب، وقد تجاوز تيك توك إنستغرام باعتباره تطبيق الوسائط الاجتماعية المفضل الثاني للمراهقين الأمريكيين بعد سناب شات، وفقاً لتقرير "بايبر ساندلر"، الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
في العام الماضي، سعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى حظر تيك توك في الولايات المتحدة، أو فرض الاندماج مع شركة أمريكية. وأعربت إدارة ترامب، بما في ذلك وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، عن مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن الملكية الصينية للتطبيق، وقال بومبيو إن تيك توك "قد يزود البيانات مباشرة إلى الحزب الشيوعي الصيني".
ونفت تيك توك باستمرار هذه الادعاءات، قائلة لشبكة سي إن بي سي "لم نقدم بيانات المستخدمين أبداً إلى الحكومة الصينية، ولن نفعل إذا طلب منا ذلك". وفي آخر أربعة تقارير شفافية نصف سنوية لم تبلغ الشركة عن طلب واحد من الحكومة الصينية لبيانات المستخدمين.
وفي وقت سابق من يونيو/حزيران الحالي، ألغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر ترامب بحظر التطبيق.