قررت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا منح النساء الحوامل قسائم تسوق تصل قيمتها إلى 400 جنيه إسترليني، حوالي 550 دولاراً أمريكياً، من أجل الإقلاع عن التدخين، وقال رؤساء الخدمات الصحية في بريطانيا إنَّ هذا الإجراء أثبت أنه "فعّال في نتائجه وتكلفته".
بحسب ما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، سيخضع تنفيذ الخطة للمراقبة باستخدام الاختبارات البيوكيميائية للتحقق مما إذا كان المشاركون قد أقلعوا فعلاً.
مع ذلك، بموجب التوجيهات الجديدة الصادرة عن المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة، يجب تقديم القسائم على أية حال عندما يكون إجراء الاختبار صعباً للغاية بسبب تبعات فيروس كورونا.
التشجيع على الإقلاع عن التدخين
طُبِّق المخطط بالفعل، على سبيل التجربة، في بعض المجالات، لكن اعتماده من المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة يُلزِم خدمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بالنظر في استحداثه على جميع المجالات.
جاء في القواعد الجديدة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، التي يبدأ تطبيقها عند إحالة النساء إلى خدمة الإقلاع عن التدخين التابعة للهيئة، أو تلك التي تديرها هيئات مثل المجالس وفرق الصحة العامة والجمعيات الخيرية: "أظهرت الأدلة من المملكة المتحدة فاعلية نتائج وتكلفة المخططات التي يمكن بموجبها الحصول على حد أقصى نحو 400 جنيه إسترليني في صورة قسائم- وخفض قيمتها مع كل انتكاسة".
إذ تشير الأبحاث إلى أنه مقابل كل 1000 امرأة حامل حصلت على هذه القسائم، أقلعت 177 منهن عن التدخين.
معلومات مُحدَّثة عن أضرار التدخين
نصت التوجيهات الجديدة على أنه ينبغي لموظفي الرعاية الصحية تقديم معلومات واضحة ومُحدَّثة عن السجائر الإلكترونية للأشخاص المهتمين باستخدامها من أجل الإقلاع عن التدخين، لكن يجب التأكيد على أنَّ الآثار الصحية طويلة المدى لها لا تزال غير مُؤكَّدة.
تُرجِع التوجيهات ذلك إلى أنَّ السجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين ثبت أنها تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين، ولها فاعلية مماثلة لتدخلات الإقلاع عن التدخين الأخرى مثل العلاج ببدائل النيكوتين.
قال الدكتور بول كريسب، مدير مركز الإرشادات التابع للمعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة: "مسودة التوصيات التوجيهية هي جهد متجدد لتقليل العبء الصحي للتدخين وتشجيع الناس ودعمهم للإقلاع".
أضاف: "يستمر التدخين في إلحاق خسائر فادحة بصحة الأمة ويمثل ما يقرب من نصف الفرق في متوسط العمر المتوقع بين الطبقات الأغنى والأفقر في المجتمع، حيث التدخين أكثر انتشاراً". وتابع: "لذلك من المهم للغاية خفض مستوى التدخين في هذا البلد".
أوضح كريسب: "نحتاج إلى استخدام كل أداة في ترسانتنا لتقليل معدلات التدخين، بما في ذلك التعليم والدعم السلوكي والحوافز المالية والسجائر الإلكترونية إذا كان الناس مهتمين باستخدامها. وبمساعدة هذه الأدوات معاً، نأمل أن يشعر الأشخاص الذين يدخنون بأنهم قادرون على التخلي عن منتجات التبغ إلى الأبد".
الترحيب بالإرشادات الجديدة
رحب الدكتور جيمي هارتمان بويس، كبير الباحثين في السلوكيات الصحية بجامعة أكسفورد، بالإرشادات، مضيفاً: "تدعم الأدلة نجاح تقديم قسائم لمساعدة النساء الحوامل في الإقلاع عن التدخين، ومن الرائع رؤية ذلك في مسودة التوجيهات الجديدة"، الصادرة عن المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة.
أكد بويس: "تُظهر الدراسات حول هذا النوع من البرامج أنَّ المستفيدين ظلوا بعيداً عن التدخين حتى بعد توقف القسائم أو أية أنواع أخرى من المكافآت. كما تُظهِر الأدلة أنَّ هذه البرامج تؤتي ثمارها أيضاً خارج فترة الحمل. ومن ثم، سيكون من الإيجابي استخدامها في مجموعة من السياقات المختلفة".