ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن، الأربعاء 23 يونيو/حزيران 2021، تجديد عملية تقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا عاماً آخر، محذّراً من أن إخفاق المجلس في ذلك "ستكون له عواقب مدمرة".
إذ خاطب غوتيريش المجلس المكون من 15 عضواً، قبل مواجهة محتملةٍ الشهر القادم، بين الدول الغربية في المجلس من جانب وروسيا والصين من جانب آخر، بشأن تجديد التفويض لعملية طويلة الأمد لتقديم المساعدات. وقال إن "الإخفاق في تمديد تفويض المجلس قد تكون له عواقب مدمرة".
تفويض دولي
في حين منح مجلس الأمن تفويضاً بالبداية لعمليات المساعدة عبر الحدود في سوريا عام 2014 من خلال أربعة منافذ. وفي العام الماضي، قلص هذه المعابر إلى واحد فقط عبر تركيا يؤدي إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غربي سوريا، بسبب معارضة روسيا والصين تجديد التفويض عبر المنافذ الأربعة.
من جانبها شككت روسيا، التي تملك حق النقض (الفيتو) بالمجلس وتتحالف مع نظام بشار الأسد، في أهمية تقديم المساعدات عبر الحدود، مجادِلة بأن المساعدات يمكن أن تصل إلى شمال سوريا عن طريق العاصمة دمشق.
كما أثار سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، مسألة العقوبات أحادية الجانب على سوريا، قائلاً للصحفيين قبل الاجتماع: "بعض الناس يقولون إنهم قلقون بشأن الوضع الإنساني، لكن في الوقت نفسه يواصلون فرض عقوبات أحادية الجانب! لذلك هذا نفاق".
تحذير أممي
حذَّرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من عدم وجود بدائل لإدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود.
قال القائم بأعمال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية راميش راجاسينجام للمجلس، الأربعاء: "عدم تمديد التفويض ستكون له عواقب وخيمة. سيعرقل توصيل مساعدات لازمة لإنقاذ الحياة إلى 3.4 مليون شخص يحتاجونها بأنحاء شمال غربي البلاد. هؤلاء الملايين من بين الأشد احتياجاً في سوريا".
تعتزم أيرلندا والنرويج، خلال الأيام القادمة، توزيع مسودة قرار "يجدد ويوسع آلية توصيل المساعدات الإنسانية استجابة للاحتياجات الإنسانية المُلحة".
يستلزم إصدار قرار بتمديد موافقة المجلس تصويت تسعة أعضاء لصالحه مع عدم استخدام حق النقض من جانب أي من الدول الخمس دائمة العضوية وهي: روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
مطالب لروسيا بمساعدة السوريين
من جانبها قالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إنها حضّت مع دول عدة، روسيا على عدم الاعتراض على تمديد فترة إبقاء معبر باب الهوى بين تركيا وسوريا مفتوحاً لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: "أطالب بإلحاحٍ أعضاءَ المجلس بالتوصّل إلى توافق حول الإذن بالعمليات العابرة للحدود بصفتها شريان دعم حيوياً، لعام إضافي".
حذّر دبلوماسيون من أن روسيا قد تستخدم مجدّداً حقّ النقض.
قال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إنه "بالنسبة إلى روسيا، السيادة الوطنية لها الأولوية على إيصال المساعدات الإنسانية"، مسلّماً بقلَّة الأدوات المتاحة أمام الغرب على هذا الصعيد باستثناء الضغط للتصدّي لموسكو التي تتحكّم منذ زمن في مواقف الأمم المتحدة بالملف السوري.
يتيح معبر باب الهوى دخول المساعدات الإنسانية، من دون رقابة النظام. وتبرِّر روسيا رفضها تمديد الإذن، بأن هناك معابر بديلة تمرّ بالعاصمة السورية.