هل توجد إجراءات من الممكن اتباعها لزيادة طول الأطفال قبل البلوغ؟ العلم يجيب

نعلم جميعاً أن الطول مسألة وراثية بالمقام الأول، لكن هل هناك ما يمكن فعله لزيادة طول الأطفال في مرحلة النمو؟

زيادة طول الأطفال في مرحلة النمو

من المهم أن نعرف أن الجينات هي العامل الأساسي الذي يحدد طول الأشخاص، وبالتالي يعتبر الطول من الصفات التي لا يمكن التحكم بها إلى حد بعيد.

مع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تسهم في الحد من طول الأطفال مثل سوء التغذية وبعض الأمراض، وبالمقابل هناك عوامل أخرى تعزز من نموهم وأبرزها النظام الغذائي المتوازن والحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة، وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today.

دور التغذية الجيدة في زيادة الطول وتعزيز النمو

تلعب التغذية دوراً مهماً جداً في النمو، فقد لا يكون الأطفال الذين يفتقرون إلى التغذية الجيدة طوال القامة مثل الأطفال الذين يتمتعون بالتغذية الكافية.

يوصي خبراء التغذية بأن يتبع الأطفال نظاماً غذائياً متنوعاً ومتوازناً مع الكثير من الفاكهة والخضراوات. سيضمن ذلك حصولهم على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها للنمو.

البروتين والكالسيوم مهمان بشكل خاص لصحة العظام ونموها.

وتشمل بعض الأطعمة الغنية بالبروتين: (اللحوم – الدواجن – المأكولات بحرية – البيض – البقوليات – المكسرات والبذور).

وتشمل الأطعمة الغنية بالكالسيوم ما يلي: (الزبادي – الحليب – الأجبان – البروكلي – الكرنب – فول الصويا – البرتقال – السردين – سمك السالمون).

إن ضمان التغذية الجيدة أثناء الحمل مهم أيضاً لصحة العظام ونمو الجنين، إذ تنصح منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن تستهلك النساء الحوامل مجموعة متنوعة من الأطعمة ، بما في ذلك الخضار واللحوم والأسماك والفاصوليا والمكسرات ومنتجات الألبان المبسترة والفواكه.

الحصول على قسط كاف من النوم

يعزز النوم النمو لدى الأطفال والمراهقين، ذلك لأن أجسامهم تفرز هرمونات النمو أثناء النمو، وقد تنخفض مستويات هذا الهرمون إذا لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، وفقاً لما ورد في موقع Healthline.

أما عن ساعات النموم المثلى يُقترح ما يلي:

• الأطفال حديثو الولادة حتى عمر 3 أشهر يجب أن يحصلوا على 14-17 ساعة من النوم كل يوم.
• الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-11 شهراً يجب أن يحصلوا على 12-17 ساعة من النوم.
• الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 1-2 سنوات يجب أن يحصلوا على 11-14 ساعة من النوم.
• الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات يجب أن يحصلوا على 10-13 ساعة
• الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 13 عاماً يجب أن يحصلوا على 9 إلى 11 ساعة.
• المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً يجب أن يحصلوا على 8 إلى 10 ساعات.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

التمرين المنتظم مهم أيضاً للنمو البدني فهو يقوي العضلات والعظام ويعزز إنتاج هرمون النمو.

حفز أطفالك على اللعب في الخارج أو المشاركة في الرياضات المختلفة مثل السباحة أو كرة القدم.

من المهم أيضاً قضاء بعض الوقت في ممارسة تمارين بناء القوة مثل تمارين الضغط أو تمارين البطن، بالإضافة إلى تمارين المرونة مثل اليوجا والأنشطة الهوائية، مثل القفز على الحبل أو ركوب الدراجات.

الحفاظ على استقامة الظهر

إذا لاحظت أن أطفالك يحنون ظهورهم قم بتنبيههم إلى ضرورة الحفاظ على استقامة الظهر.

قد يصبح الانحناء عادة لدى أطفالك تستمر معهم حتى عندما يكبرون، الأمر الذي يجعلهم يبدون أقصر مما هم عليه في الواقع.

استخدام المكملات بحذر

لا يوجد سوى عدد قليل من الحالات التي قد تكون فيها المكملات مناسبة لزيادة الطول عند الأطفال، لذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من أنواع المكملات.

ما هي العوامل التي تؤثر على الطول؟

ينمو الأطفال والرضع بشكل مستمر، بسبب التغيرات التي تطرأ على لوحات النمو في العظام.

ويتباطأ معدل نمو الأطفال مع التقدم في السن، فبمجرد أن يبلغ الطفل عمر الـ8 سنوات ينمو بشكل وسطي بطول 5.5 سم سنوياً، إلى أن يقترب من سن البلوغ حيث يتعرض المراهقون لطفرة في النمو تجعلهم يزدادون طولاً بشكل مفاجئ ثم يتوقف النمو بعد البلوغ.

يمكن أن تؤثر العوامل التالية على طول القامة:

الحمض النووي

الحمض النووي هو العامل الرئيسي الذي يحدد طول الأشخاص، إذ  يعتقد العلماء أن التركيب الجيني، أو الحمض النووي، مسؤول عن حوالي 80% من طول الشخص.

حدد العلماء أكثر من 700 جينة مختلفة تحدد الطول. تؤثر بعض هذه الجينات على لوحات النمو، ويؤثر البعض الآخر على إنتاج هرمونات النمو.

يمكن أن تؤثر بعض الحالات الوراثية أيضاً على طول الشخص البالغ، بما في ذلك متلازمة داون ومتلازمة مارفان.

الهرمونات

ينتج الجسم هرمونات تحفز لوحات النمو لتكوين عظام جديدة. وتشمل ما يلي:

هرمونات النمو: تصنع في الغدة النخامية وهي الهرمونات الأكثر أهمية في تحديد طول القامة. يمكن لبعض الظروف الصحية أن تحد من كمية هرمونات النمو التي يصنعها الجسم، ويمكن أن يؤثر ذلك بالتالي على الطول. الأطفال الذين يعانون من حالة وراثية نادرة تسمى نقص هرمون النمو الخلقي، على سبيل المثال، سينمون بمعدل أبطأ بكثير من الأطفال الآخرين.

هرمونات الغدة الدرقية: تصنع الغدة الدرقية هرمونات تؤثر على النمو.

الهرمونات الجنسية: هرمون التستوستيرون والإستروجين مهمان جداً للنمو خلال فترة البلوغ.

الجنس

يميل الذكور إلى أن يكونوا أكثر طولاً من الإناث. قد يستمر الذكور أيضاً في النمو لفترة أطول من الإناث.

هل يمكن للبالغين زيادة طولهم؟

بمجرد أن يتجاوز المراهقون مرحلة البلوغ، تتوقف لوحات النمو عن تكوين عظام جديدة. وبالتالي يتوقف الشخص عن النمو.

هذا يعني أنه عندما يبلغ الشخص 18 عاماً، لا يمكنه أن يزداد طوله فيما بعد.

يمكن أن تؤدي ممارسة الرياضة والحفاظ على استقامة الظهر بأن "يبدو" الشخص أكثر طولاً مما هو عليه، لكن من الناحية الفعلية لا يمكن للبالغين أن يقوموا بأي شيء لزيادة طولهم.