قلل التحالف العربي الذي تقوده السعودية من تأثير تقليص الجيش الأمريكي لحضوره في المملكة، وقال إنه لن يؤثر على القدرات الدفاعية للسعودية، وذلك غداة اعتراض أكبر عدد من الطائرات المسيرة المفخخة التي أطلقها الحوثيون في يوم واحد على الأراضي السعودية.
كانت واشنطن قد أعلنت يوم الجمعة الفائت أنها ستخفّض عدد جنودها وأنظمتها الدفاعية الجوية للشرق الأوسط في السعودية، بما في ذلك بطاريات صواريخ باتريوت وأنظمة ثاد المضادة للصواريخ، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي قال في تصريح للصحفيين إن هذا الأمر لن يؤثر على الدفاعات الجوية السعودية، وأضاف أن "هناك تفاهماً متيناً مع حلفائنا حول التهديد في المنطقة. لدينا القدرة للدفاع عن بلدنا".
يأتي القرار الأمريكي في توقيت تسعى فيه إدارة الرئيس جو بايدن إلى تهدئة التوترات مع إيران، بعدما تصاعدت حدّتها في العام 2019، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وحملة "الضغوط القصوى" التي أطلقها ضد طهران.
ولم يكشف المالكي عدد بطاريات صواريخ باتريوت الموجودة لدى المملكة، وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت اليونان أنها ستزوّد السعودية ببطارية صواريخ باتريوت لحماية بناها التحتية وذلك بموجب اتفاق إعارة.
تقود الرياض منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.
في المقابل، تتعرض مناطق عدة في المملكة لهجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية، وتعتمد السعودية في الدفاع عن أراضيها بوجه هذه الهجمات على بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية.
إعادة تنظيم للوجود العسكري
صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت يوم الجمعة الفائت إن الإدارة الأمريكية قررت "سحب 8 بطاريات باتريوت من العراق والكويت والأردن والسعودية". وأرجعت الصحيفة القرار إلى رغبة واشنطن في "إعادة تنظيم وجودها العسكري؛ للتركيز على الصين وروسيا".
الصحيفة نقلت عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن القوات الأمريكية ستخفض من وجودها العسكري بالشرق الأوسط، وقال المسؤولون إن "التخفيضات الأخيرة التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، عقب مكالمة هاتفية في الـ2 من يونيو/حزيران، أبلغ فيها وزيرُ الدفاع لويد أوستن، وليَّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالتغييرات"، مشيرين إلى أن "معظم المعدات العسكرية التي تتم إزالتها تأتي من السعودية".
لفتت الصحيفة أيضاً إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل السعودية، عززوا بدورهم دفاعاتهم في مواجهة هجمات الحوثيين المدعومة من إيران.
يُشار إلى أن هذه هي المرة الثانية هذا العام التي تزيل فيها الولايات المتحدة بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من الشرق الأوسط، ففي ربيع هذا العام أزال الجيش الأمريكي ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ باتريوت من السعودية، وكان يدرس إزالة منظومة ثاد.