قالت صحيفة The Sun البريطانية، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، إن هناك علماء يعملون على القضاء على فيروس كورونا المستجد، وغيره من الأوبئة، بحلول نهاية العقد الجاري.
هذا النطاق الزمني هو نفسه الذي استغرقه البشر من أجل الهبوط على سطح القمر بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تريد تحقيق هذا الهدف بحلول نهاية الستينيات.
أنظمة الإنذار المُسبَّق
إذ يعتقد العلماء أنه يمكنهم تعلُّم الدروس من جائحة كوفيد-19، وذلك من خلال أنظمة الإنذار المُسبَّق، والتنفيذ السريع للإجراءات، مثل التباعد الاجتماعي والاختبار وتعقُّب العدوى.
من جهته، ذكر الدكتور ريتشارك هاتشيت، الرئيس التنفيذي لتحالف التأهُّب ضد الأوبئة (CEPI)، لصحيفة Telegraph البريطانية، إن هدف القضاء على الأوبئة يمكن تحقيقه، مضيفاً: "إنه بالضبط نفس الإطار الزمني (الخاص بالهبوط للقمر). يمكننا القيام بذلك في غضون عقدٍ من الزمن إذا التزمنا بالقيام بذلك".
هاتشيت تابع قائلاً: "الأسس التكنولوجية للقدرة على القضاء على الأوبئة متوفِّرة بشكلٍ أساسي. نحن نعلم ما نحن بحاجةٍ إلى القيام به- إنها مسألة إرادة وحشد موارد عالمية".
استراتيجية التباعد الاجتماعي
فقد ابتكر هاتشيت استراتيجيةً للتباعد الاجتماعي كان من الممكن أن تنقذ عشرات الآلاف من الأرواح حين اندلعت جائحة كوفيد-19 في البداية، طبقاً لما أوردته الصحيفة البريطانية.
بدوره، ذكر الدكتور جو ديريزي، الذي وضع التسلسل الأول لفيروس سارس عام، أن العالم بحاجةٍ إلى "رادار إنذار مُبكِّر"، لاكتشاف مُسبِّبات الأمراض الجديدة، مشيراً إلى أن الهدف يمكن تحقيقه، وكان يجري العمل عليه بالفعل قبل اندلاع الجائحة، من خلال إنشاء 11 مركزاً في أنحاء العالم.
إلا أن ديريزي لفت إلى أن ما وصفه بالأمر المُحبِط بشأن جائحة كورونا هو "الفترة التي سبقتها مباشرةً. كنَّا في المراحل الأولى من بناء ما أود رؤيته يُنجَز بالفعل، وهو رادار عالمي للإنذار المُبكِّر أو خريطة لتحديد وتتبُّع الميكروبات الجديدة".
كما أضاف ديريزي 2003، وهو عالمٌ رائدٌ في التسلسل الجيني: "إنها شبكةٌ من المختبرات وسلاسل المراقبة التي من شأنها أن تقوم باستمرار بأخذ عيِّناتٍ من مجموعاتٍ من المرضى والحيوانات في أنحاء العالم، ومن ثم تُجمَع هذه البيانات مركزياً حتى نحصل على تنبيهٍ مُبكِّر".
فضلاً عن المراقبة العلمية، يعمل تحالف التأهُّب ضد الأوبئة أيضاً على ابتكار لقاحات أوَّلية لجميع مُسبِّبات الأمراض المعروفة التي يمكن أن تتسبَّب في اندلاع جائحة، وذلك بهدف توفير الجرعات للناس في غضون 100 يوم من الانتهاء من التجارب على البشر لتأكيد سلامة الجرعات.
في هذا الإطار، قال الدكتور راجيف فينكايا، عضو مجلس تحالف التأهُّب ضد الأوبئة، إن هذا الأمر قد "ينحِّي التهديد جانباً على مدار أجيالٍ قادمة".
تحذيراتٍ بشأن "المرض إكس"
إلى ذلك، يأتي العمل على القضاء على الأوبئة في غضون عقدٍ من الزمن وسط تحذيراتٍ بشأن ما يُسمَّى المرض إكس.
حيث توقَّع العلماء أننا قد نواجه حالة طوارئ صحية أو جائحة كل خمس سنوات، ومن المُحتَمَل أن تنجم عن أمراضٍ "حيوانية المنشأ"، أي تنتقل فيها العدوى من الحيوانات إلى البشر.
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت قبل أيام أنها تعتقد أن كوفيد-19 من المُحتَمَل أن يكون أحد أنواع هذه العدوى، إذ يُعتَقَد أنها انتقلت من الخفافيش إلى البشر.
فيما حذَّرَت المنظمة من أن المزيد من الأمراض الفتَّاكة مثل هذه تلوح في الأفق مع تحذيراتٍ من أن الوباء القادم قد يكون على مستوى الموت الأسود، والذي يُقدَّر بأنه قتل نحو 75 مليون شخص منذ قرونٍ خلت.
في سياق متصل، أظهر إحصاء لوكالة رويترز، السبت 19 يونيو/حزيران الجاري، أن أكثر من 178.08 مليون نسمة أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى أربعة ملايين و13458.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.