عبرت مجموعة من كبار السياسيين الأمريكيين عن قلقها مما تناوله تقرير سري حول "الأجسام الطائرة المجهولة"، من المقرر الكشف عن محتواه في الفترة القريبة القادمة، محذرين من أن هذه الظواهر الجوية المجهولة باتت تشكِّل "تهديداً للأمن القومي" لأمريكا.
تخوفات المسؤولين الأمريكيين نقلتها صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021، والتي جاءت بعد أن أطلعَ البنتاغون بعض أعضاء الكونغرس على تفاصيل متقدمة حول محتويات تقريره، الذي من المقرر إصداره قبل 25 يونيو/حزيران الجاري.
على إثر ذلك قال عدد من هؤلاء النواب إنهم في غاية القلق بشأن النتائج التي يخلص إليها التقرير.
شعور بالعجز
فمن جانبه، قال تيم بورشيت، وهو نائب جمهوري في الكونغرس وأحد الذين اطلعوا على التقرير، لصحيفة TMZ الإلكترونية: "من الواضح أن شيئاً ما يحدث ونحن عاجزون عن التعامل معه".
كما نقلت صحيفة The New York Post الأمريكية عن النائب الديمقراطي شون باتريك مالوني، قوله: "نحن نأخذ مسألة الظواهر الجوية غير المألوفة على محمل الجد؛ لأن الموضوع هو سلامة وأمن الأفراد العسكريين الأمريكيين ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة؛ لذلك فنحن نريد أن نعرف ما الذي نتعامل معه".
وأضاف مالوني: "أعتقد أنه من المهم إدراك أن هناك أسئلة مشروعة تتعلق بسلامة وأمن طواقمنا، وفي عملياتنا العسكرية وأنشطتنا الحساسة، ونحن نعلم جميعاً أن هناك توالداً مستمراً للمخاطر التكنولوجية، ومن ثم فنحن في حاجة إلى استيعاب هذا المجال على نحو أفضل قليلاً".
في الأسبوع الماضي، قال لويس إليزوندو، المدير السابق لبرنامج Advanced Aerospace Threat Identification Program المعني باستقصاء الظواهر الفضائية المجهولة، لصحيفة The Washington Post: إن الأجسام الطائرة المجهولة تشكِّل تهديداً خطيراً.
وأشار إليزوندو إلى أن "الولايات المتحدة وقعت فيها حوادث ذات صلة بهذه الأجسام الطائرة المجهولة، وأدَّت بالفعل إلى تعطيل القدرات النووية"، في مناطق وقوعها.
تُحيل إحدى النظريات إلى أن هذه الأجسام الطائرة المجهولة هي في حقيقة الأمر طائرات صينية أو روسية متطورة، لكن بورشيت نفى ذلك الاحتمال في تصريحاته لصحيفة TMZ، وقال: "أعتقد أن هذه الادعاءات سخيفة، فالواقع أن الروس لو كان لديهم تكنولوجيا الأجسام الطائرة المجهولة، لكانوا يسيطرون على بلادنا الآن؛ لذا فإن الأمر مختلف، إنه ينتمي إلى شيء من خارج مجرتنا".
كما رفض إليزوندو الآراء القائلة بأن الأجسام الطائرة المجهولة هي طائرات صينية أو روسية متقدمة تكنولوجياً.
تقارير أثارت رعباً
يُذكر أنه صدر في السنوات الأخيرة سلسلة من مقاطع الفيديو الحكومية التي تُظهر ظواهر جوية غير مألوفة، أو ما يُعرف بظواهر "الأجسام الطائرة المجهولة" في قطاع "اليوفولوجي" ufology والجماعات التي تتناول القصص المتعلقة بظواهر الأطباق الطائرة المجهولة والأنشطة المقترنة بها، ومن أبرزها تلك الصور التي التقطتها طائرة مقاتلة من طراز "إف 18" تابعة للبحرية الأمريكية وأظهرت جسماً مستطيلاً يحلِّق في السماء بالقرب من مدينة سان دييغو في عام 2004.
ومؤخراً، سرَّب أفراد في البحرية الأمريكية صوراً ومقاطع فيديو التُقطت في أبريل/نيسان الماضي عبر الإنترنت، والتي تُظهر أجساماً مثلثية تحلق في السماء. وفي مايو/أيار، أظهرت لقطات عسكرية مسرَّبة جسماً طائراً بيضاوياً يحلق بالقرب من سفينة بحرية في سان دييغو- وهي بؤرة ساخنة على ما يبدو للأجسام الطائرة المجهولة.
وقد أثارت موجة مقاطع الفيديو الأخيرة والإصدار الوشيك لتقريرِ البنتاغون حالةً من الاهتمام والجدل بشأن الأجسام الطائرة المجهولة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، حتى إن باراك أوباما رمى بثقله في الأمر، وقال في تصريحات لشبكة CBS مؤخراً إن "هناك لقطات وتسجيلات مصورة لأجسامٍ مجهولة تحلق في السماء، ولا نعرف طبيعتها على وجه التحديد".
يُشار إلى أن النسخة التي سيُسمح بإصدارها للجمهور من التقرير تنطوي على أجزاء تقع تحت تصنيف السرية؛ ما قد يمنع نشر المعلومات الأكثر حساسية.