كشفت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني غانتس تجادلا حول مرسومٍ يقضي بمنع لمِّ شمل الفلسطينيين بعائلاتهم من عرب 48 تعتزم وزيرة الداخلية، أيليت شاكيد، طرحه للتصويت في الكنيست الأسبوع المقبل.
الموقف الذي عبر عنه نتنياهو يدخل في إطار سياسته المعارضة لأي قوانين تطرحها الحكومة الجديدة بهدف إسقاطها، إذ قال في ختام خطابه يوم تنصيب الحكومة الجديد، بالكنيست: "سأقاتل يومياً ضد هذه الحكومة اليسارية السيئة والخطيرة من أجل إسقاطها. سيحدث هذا في وقت أبكر بكثير مما تتصورون".
معارضة كل ما تطرحه الحكومة للتصويت
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو قال لكتلة نواب حزب الليكود التي يتزعمها إن سياسة الحزب من الآن فصاعداً ستتركَّز على التصويت في كل مرة ضد توجهات الائتلاف الحاكم، حتى لو كانت موافقةً للأيديولوجية اليمينية لحزب الليكود، من أجل إسقاط الحكومة الجديدة والعودة إلى السلطة.
إذ التقى نتنياهو زعيمَ حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، مساء الخميس، في محاولة لإقناعِه بتبني نفس الاستراتيجية.
كما أوضح نتنياهو توجُّهه لأعضاء حزب الليكود في تل أبيب، بالقول: "التحالف (الحاكم الجديد) ينطوي على تصدعات فادحة. يجب أن نستغل هذه التصدعات لنتخلص منهم جميعاً".
في وقت سابق قالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو يرفض تسليم السلطة إلى خلفه رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت بمراسم احتفالية، على غرار ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية.
مكتب نتنياهو الذي من المتوقع أن يكون زعيم المعارضة المقبل، قال إنه سيعقد اجتماعاً مع بينيت لتسليم مقاليد رئاسة الوزراء، لكن البيان الصادر عن المكتب قال إن الاجتماع سيُعقد في مكتب رئيس الوزراء في القدس، موضحاً أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته لن يشارك في مراسم تسليم رمزية، بحسب ما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل".
يُعيد قرار نتنياهو إلى الأذهان ما فعله رئيس أمريكا السابق ترامب، حيث رفض تسليم السلطة إلى بايدن، مخالفاً بذلك ما هو معمول به في تاريخ رئاسيات الولايات المتحدة، بل شن ترامب هجوماً على منافسه وشكك بالانتخابات وهاجم الإدارة الأمريكية الجديدة.
منع لمّ شمل الفلسطينيين
أشارت مصادر صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس تجادلا حول مرسومٍ يقضي بمنع لمِّ شمل الفلسطينيين بعائلاتهم من عرب 48 تعتزم وزيرة الداخلية، أيليت شاكيد، طرحه للتصويت في الكنيست الأسبوع المقبل.
الائتلاف الحاكم الجديد يحتاج إلى دعم نواب المعارضة اليمينية لتمرير القانون، لأن "القائمة العربية الموحدة" (راعم) المشاركة في الائتلاف تعارضه. ومع ذلك، فإن الليكود اليميني ردَّ بأنه لن يساعد الائتلاف في حل مشكلاته.
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن غانتس كتب لزعيم الليكود نتنياهو يطلب منه وضع الأمن فوق أي اعتبارات سياسية.
أضاف أن "مشروع القانون ضروري للحفاظ على أمن إسرائيل والطابع اليهودي الديمقراطي لها؛ لذا يجب وضع الاعتبارات الأمنية فوق السياسة واعتباراتها".
ليردَّ الليكود من جانبه، بالقول: "أولئك الذين يهتمون حقاً بأمن إسرائيل يجب ألا يشكِّلوا حكومة مع (راعم)، وأولئك الذين يهتمون حقاً بأمن إسرائيل كانوا سيتركون حكومةً من هذا النوع على الفور".
نتنياهو ليس الوحيد
من جهة أخرى، يعارض المرسوم، إلى جانب راعم، عضو الكنيست موسى راز، من حزب "ميرتس" اليساري. وقال راز إن هناك أعضاء آخرين في ميرتس يفكرون في التصويت ضد مشروع القانون.
من جانبها، قالت ميخال روزين، رئيس كتلة "ميرتس"، إن الحزب لو كان في المعارضة، لكان جميع أعضائه في الكنيست صوتوا ضد مشروع قانون من هذا النوع، لكن لأن الحزب حالياً في الائتلاف الحاكم، فإنه يتعين عليه التعامل مع الأمر بمزيد من الحساسية.
كما أوضحت روزين: "لا ننوي (أن نفعل شيئاً) يُسقط الحكومة أو يضر بالائتلاف. نحن نعمل على إيجاد حلٍّ عادل".
بحسب المصادر، فإن وزيرة الداخلية أيليت شاكيد تعمل مع زعيم القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، على التوصل إلى حل. وقال عباس لمحطة Army Radio: "نحاول إيجاد حل وسط يلبي احتياجات الجميع. نحن نعمل من أجل التوصل إلى حلول خلَّاقة".