لاجئون فلسطينيون في كندا يناشدون السلطات لمَّ شمل عائلاتهم بغزة.. يخشون عليهم من القصف الإسرائيلي

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/17 الساعة 18:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/17 الساعة 18:14 بتوقيت غرينتش
جانب من الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة/ الأناضول

قالت شبكة CBC الكندية في تقرير نشرته الخميس 17 يونيو/حزيران، إنه بالتزامن مع القصف الإسرائيلي الذي دمَّر غزة في مايو/أيار وعصف بالمدينة مِن حوله؛ ناشد فلسطينيون لاجئون في كندا الحكومة الكندية مساعدتهم في إحضار أولادهم وأزواجهم من القطاع الذي مزَّقه القصف الإسرائيلي.

إذ وجد اللاجئ الفلسطيني جاد الله، الذي يعيش الآن على الجانب الآخر من الكرة الأرضية في تورونتو، نفسه عاجزاً عن حماية أطفاله، والألم يعتصر قلبه بينما ينتظر أي تحديثٍ يخبره بأن عائلته بأمان.

التفكير في قطاع غزة 

إذ قال جاد الله لشبكة CBC News الكندية: "لا أستطيع العيش، أو تناول الطعام، أو التركيز في عملي. أواصل التفكير في عائلتي وأحوالها طوال الوقت".

جاد الله واحد من بين عشرات اللاجئين بكندا الذين فُصِلوا عن أحبائهم في غزة التي مزَّقتها الحرب لأكثر من عامين، وهُم في أمسّ الحاجة إلى مساعدة الحكومة الفيدرالية من أجل مساعدة أحبّائهم على الفرار من خطر العنف الذي يلوح في الأفق على أرض الوطن.

هو موقفٌ بات أكثر إلحاحاً الآن بعد أن جددت إسرائيل قصفها لغزة يوم الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، لأول مرة منذ وقف إطلاق النار الذي أنهى 11 يوماً من القتال في شهر مايو/أيار.

الحصول على الحماية في كندا

وصل جاد الله إلى كندا عام 2018، قبل حصوله على الحماية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ورغم تحرُّكه سريعاً لطلب إقامةٍ دائمة لنفسه وزوجته وأطفاله الخمسة، فإنه سيظل في انتظار الموافقة التي قد تستغرق سنوات، في ظل تأخيرات كوفيد-19.

ربما يمثل هذا الانتظار الفارق بين الحياة والموت بالنسبة للعائلات التي تعيش تحت شبح الحرب، بحسب الحقوقيين. وفي غياب التحرك العاجل، يخشى جاد الله وغيره من اللاجئين أنها قد تكون مسألة وقتٍ فقط قبل أن يقع أحبابهم تحت خط النار.

فعبدالله الحمداني، مثلاً، عاملٌ طبي يعيش في أونتاريو بعد فراره من غزة ووصوله إلى كندا عام 2019. وقد قُبل طلب اللجوء الذي تقدَّم به في ديسمبر/كانون الأول 2020، وقضى غالبية وقته في نقل مرضى كوفيد-19 بين المنازل والمستشفيات ومرافق الرعاية الطبية.

على غرار جاد الله، فإن الحمداني في أمسّ الحاجة إلى تدخُّل الحكومة الفيدرالية لمنح تراخيص الإقامة المؤقتة لعائلته وعائلات بقية اللاجئين.

اندلاع الحرب في غزة 

إذ اندلع القتال يوم الأربعاء على بُعد كيلومتر واحد من منزل عائلته، حيث ينشأ أطفاله الثلاثة دون والدهم، ولا يتواصلون إلا من خلال مكالمة فيديو متى توافرت الكهرباء في المنزل.

بينما صرحت دائرة الجنسية والهجرة الكندية لشبكة CBC News بأنها لا تستطيع التعليق على الحالات الفردية.

أوضح المتحدث الرسمي بيتر ليانغ في تصريحه: "نحن على دراية بالموقف الذي تُواجهه أسر اللاجئين الذين أُعيد توطينهم، في ظل بقائهم داخل غزة، ونواصل مراقبة الوضع عن قرب".

لم تتمكن الدائرة الفيدرالية من تقديم جدول زمني تقريبي بشأن معالجة الطلبات، قائلةً إنّ هناك "العديد من العوامل المتغيرة التي تؤثر على العملية".

تراخيص الإقامة المؤقتة 

يُفترض بتراخيص الإقامة المؤقتة أن تكون علاجاً استثنائياً يُستخدم لتخفيف الأوضاع القاسية وغير العادلة، وفقاً لمحامي اللجوء ماريو بيليسيمو من تورونتو.

أردف بيليسيمو في حديثه عن محنة الأسر الفلسطينية: "الوضع يُفطر القلوب. وبالطبع، يجب النظر في كل حالة وأخذ الظروف الخاصة، بعين الاعتبار… ولا يجب استبعاد تراخيص الإقامة المؤقتة متى دعت الحاجة".

في الوقت ذاته بمدينة هاميلتون، تُصارع أمل بطراوي الشعور بالذنب؛ لتركها بناتها في غزة. ونادراً ما يتحدث ابنها، الذي يعيش معها، أو يتناول الطعام. وكلاهما غارقٌ في القلق على العائلة الموجودة في أرض الوطن.

إذ قالت أمل إنها جاءت إلى كندا من أجل مستقبلٍ أفضل لعائلتها، فلم يكن أمامها خيار آخر، مشيرةً إلى أنها لا تريد سوى أن تعيش حياة طبيعية مثل أي شخص آخر.

تحميل المزيد