انطلقت القمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي بوتين، الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، بمدينة جنيف، فيما تداولت مواقع أجنبية فيديو من لقاء الرئيسين الذي أظهرهما وهما يتصافحان قبل بدئهما القمة التاريخية بسويسرا.
لقاء تاريخي بين بايدن وبوتين
وهبطت طائرة بوتين في جنيف قبل وقت قصير من بدء القمة الأولى بين الرئيسين التي سيتناولان فيها مواضيع عدة، أبرزها الهجمات الإلكترونية والتدخل في الانتخابات الأمريكية والانتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
فيما حطت الطائرة الرئاسية الأمريكية الثلاثاء، في مطار جنيف آتية من بروكسل، حيث جدد بايدن عزمه على إعطاء زخم جديد للعلاقات بين جانبي الأطلسي وتوجيه رسالة واضحة إلى موسكو.
الرئيس الأمريكي قال: "تحالفنا متين، وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة عادا". وقد أعلن الاتحاد الأوروبي وواشنطن، الثلاثاء، هدنة لتسوية النزاع بين إيرباص وبوينغ العائد إلى 17 عاماً، والذي يسمم العلاقات بين الكتلتين الاقتصاديتين الكبيرتين، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
واعتمد بايدن لهجة حازمة حيال نظيره الروسي في الأيام الأخيرة، واعداً بأن يحدد من دون مواربة "الخطوط الحمراء" بالنسبة إليه، فيما حذر قائلاً: "نحن لا نبحث عن مواجهة مع روسيا إلا أننا سنرد في حال واصلت روسيا نشاطاتها".
وتشكل القمة مع بوتين ذروة رحلة بايدن الأولى إلى الخارج وهي تنطوي على رهانات كبيرة بالنسبة للرئيس الأمريكي. وهو خامس رئيس أمريكي يعاصره فلاديمير بوتين منذ وصوله إلى السلطة في نهاية عام 1999.
وتكثر مواضيع الخلاف بين الطرفين من أوكرانيا إلى بيلاروس مروراً بمصير المعارض أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية. ويتوقع أن تكون المحادثات صعبة وشاقة.
ويجمع خبراء على أن فلاديمير بوتين حصل من الآن على مبتغاه وهو عقد القمة لتكون دليلاً على أهمية روسيا.
العلاقات بأدنى مستوياتها
سيلتقي رئيسا الدولتين في فيلا "لا غرانج"، المبنى الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، ويقع في قلب المدينة مع منتزه بإطلالة خلابة على بحيرة جنيف.
يتوقع أن تستمر المحادثات التي ستبدأ عند الساعة 13,00 (11,00 بتوقيت غرينتش) بين أربع وخمس ساعات، وحسب البرنامج، سيعقد لقاء مصغر يجمع الرئيسين الأمريكي والروسي ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن وسيرغي لافروف، ثم جلسة عمل موسعة.
والنقطة الوحيدة التي يتفق عليها البيت الأبيض والكرملين هي أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها، وغير ذلك، القضايا الخلافية كثيرة ويبدو أن المناقشات ستكون شاقة وحادة خصوصاً بشأن أوكرانيا وبيلاروس.
تُعتبر إحدى أكثر القضايا حساسية، المعلومات المضللة عبر الإنترنت والهجمات الإلكترونية، بمعزل عن محاولة التدخل في انتخابات 2016 لمصلحة ترامب، أزعجت الهجمات الإلكترونية الهائلة واشنطن مؤخراً.
نُسب العديد من هذه الهجمات، التي كان بين أهدافها مجموعات "سولار ويندوز" إلى "كولونيال بايبلاينز" و"جي بي إس"، إلى موسكو أو إلى مجموعات من القراصنة المتمركزين في روسيا.
من جانبها، تنفي روسيا ذلك وتتهم بدورها واشنطن بالتدخل في شؤونها عبر دعم المعارضة أو تمويل منظمات ووسائل إعلام تنتقد الكرملين.
كذلك فإن اعتقال روسيا للمعارض الروسي البارز لبوتين، أليكسي نافالني، تسبب بانتقاد واشنطن لموسكو، وكان بايدن قد حذر قبل القمة مع بوتين من احتمال وفاة نافالني وقال: "سيكون ذلك مأساة".