توغلت آليات عسكرية إسرائيلية، الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، لمسافة محدودة شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من استهداف الجيش الإسرائيلي مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع.
إذ أفاد مراسل الأناضول بأن ست جرافات عسكرية ودبابتين توغلت داخل أراضي القطاع، انطلاقاً من بوابة موقع "صوفا" العسكري شرقي رفح.
كما أشارت وكالة الأناضول إلى أن الآليات باشرت بأعمال تجريف في المنطقة، بإسناد من الدبابات المتوغلة، على بعد نحو 50 متراً من السياج الأمني.
عادةً تتوغل آليات عسكرية إسرائيلية لعشرات الأمتار داخل حدود القطاع، وتجري أعمال تجريف وتمشيط في المنطقة، لكن من شأن هذا التوغل أن يثير القلق بشأن الهدنة المعلنة بين المقاومة في القطاع والجيش الإسرائيلي، إضافة إلى تجدد القصف على مناطق في القطاع.
قصف إسرائيلي لمواقع في غزة
فقد قصفت طائرات إسرائيلية مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة بعد إطلاق بالونات حارقة من القطاع في أول هجمات من نوعها منذ وقف هش لإطلاق النار أنهى قتالاً استمر 11 يوماً الشهر الماضي.
وكالة رويترز أشارت إلى أن تفجّر العنف يمثل اختباراً مبكراً لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت التي تولت السلطة الأحد 13 يونيو/حزيران على وعد بالتركيز على القضايا الاجتماعية الاقتصادية وتفادي الخيارات السياسية التي تتسم بالحساسية فيما يتعلق بالفلسطينيين.
لا يمثل التصعيد على ما يبدو تهديداً للتهدئة التي جاءت بوساطة مصرية وأنهت القتال بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة. إذ ساد الهدوء صباح اليوم الأربعاء بعد الضربات الإسرائيلية التي وقعت أثناء الليل.
كما جاء العنف في أعقاب مسيرة نظمها قوميون يهود في القدس الشرقية أمس الثلاثاء. وكانت حماس التي تدير قطاع غزة قد هددت بالرد على المسيرة.
رداً على إطلاق بالونات حارقة
بينما قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت مجمعات عسكرية لحماس في مدينة غزة ومدينة خان يونس في جنوب القطاع، وإنه "مستعد لكافة السيناريوهات بما فيها تجدد القتال في مواجهة استمرار الأعمال الإرهابية المنطلقة من غزة".
أضاف أن الهجمات تأتي رداً على إطلاق بالونات حارقة قالت إدارة الإطفاء الإسرائيلية إنها سببت نحو 20 حريقاً في حقول مفتوحة بمناطق قرب الحدود.
فيما أكد متحدث باسم حماس الضربات الإسرائيلية قائلاً: "سيظل شعبنا ومقاومته الباسلة يدافعون عن حقوقنا ومقدساتنا حتى طرد المحتل من كامل أرضنا".
لكن محللين أشاروا إلى أن حماس امتنعت عن إطلاق صواريخ خلال المسيرة وبعد الضربات الإسرائيلية لتجنب التصعيد في قطاع غزة الذي لحق به دمار كبير جراء القصف الجوي في مايو/أيار.
إذ قال المحلل السياسي في غزة طلال عوكل: "(التهدئة) هشة جداً، الهدوء الحالي لربما يعطي المصريين الفرصة لمحاولة تعزيزها".