قالت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021 إن السلطات الباكستانية قررت اتخاذ إجراءات جذرية تشمل حظر خدمة الهاتف الخلوي في إقليمين للأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح، إلى جانب تعليق أجور بعض الموظفين الحكوميين؛ وذلك بسبب قلقها من تباطؤ وتيرة تطعيمات فيروس كورونا،
إذ قالت السلطات إنّ هذه التدابير ضرورية من أجل علاج الشكوك العميقة حيال لقاحات كوفيد-19 خصوصاً وكافة التطعيمات بشكلٍ عام.
معلومات مغلوطة حول اللقاحات
تُعاني باكستان منذ فترة بسبب المعلومات المغلوطة حول اللقاحات التي أثبتت سلامتها وفاعليتها، خاصةً لقاح شلل الأطفال؛ إذ يرفض الآباء عادةً تطعيم شلل الأطفال لأبنائهم، بسبب اعتقادهم الخاطئ بأنّ اللقاح ضار وجزء من مخطط أمريكي لتعقيم الأطفال.
جعل هذا الرفض باكستان آخر ملاذٍ لفيروس شلل الأطفال في العالم. والآن، بدأت نظريات المؤامرة تنتشر حول الآثار الجانبية للقاح فيروس كورونا داخل باكستان.
إذ قال إحسان أحمد، سائق الشاحنات في كاراتشي: "سمعت أن الناس سوف يموتون في غضون عامين من الحصول على تطعيم فيروس كورونا. وهذا هو السبب الذي دفع بعائلتنا المكونة من 25 شخصاً على الأقل إلى العزوف عن تلقيح أنفسهم".
تطعيم ملايين الأشخاص
حددت الحكومة هدفها بتطعيم ما يتراوح بين 45 و65 مليون شخص بحلول نهاية العام المقبل، كما أعلنت مؤخراً خططها لإنفاق 1.1 مليار دولار من أجل تأمين الجرعات اللازمة.
مع ذلك، وحتى يوم الثلاثاء الـ15 من يونيو/حزيران 2021، لم تُلقّح باكستان سوى نحو ثلاثة ملايين شخص منذ بدء حملة التطعيم في الثالث من فبراير/شباط -أي أقل من 2% من سكانها.
سجلت البلاد نحو 22 ألف حالة وفاة بسبب كوفيد-19، ونحو مليون حالة إصابة بالفيروس، منذ بدء الجائحة.
في جهودها لإجبار الناس على التطعيم، أعلنت السلطات المحلية في إقليمي البنجاب والسند عن خطط لحظر خدمة الهاتف الخلوي للسكان الذين يرفضون التطعيم.
إذ قال وزير الإعلام في السند، سيد ناصر حسين شاه: "تبذل الحكومة ما في وسعها لتسهيل حصول الناس على اللقاح". كما وصف قرار عدم التطعيم بأنّه "غير مقبول". ولم تُعلن السلطات تاريخ دخول القرار حيز التنفيذ، أو كيفية تطبيقه.
في الوقت ذاته، أمرت حكومة إقليم السند وزارة ماليتها بالتوقف عن دفع أجور الموظفين الذين لم يحصلوا على اللقاح بدءاً من يوليو/تموز. ومنذ الإعلان عن التدابير الجديدة، بدأت تنتشر التقارير حول شهادات التطعيم المزورة.
إذ ألقت شرطة مدينة كاراتشي القبض على شخصٍ متورط في بيع شهادات تطعيم مزورة داخل أكبر مراكز التلقيح في المدينة هذا الأسبوع. وبلغت تكلفة الشهادة الواحدة نحو 12 دولاراً تقريباً.