إسرائيل تترقب جلسة منح الثقة لـ”حكومة التغيير” الطامحة للإطاحة بنتنياهو.. ومعارضو رئيس الوزراء يحتفلون

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/13 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/13 الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش
تحالف بينيت ولابيد يشكل خطراً على مصير نتنياهو - رويترز

تتجه كل الأنظار في إسرائيل ومن خارجها، الأحد 13 يونيو/حزيران 2021، إلى مقر برلمانها (الكنيست)، الذي سيشهد مساء اليوم جلسة منح الثقة لـ"حكومة التغيير"، في حدث استثنائي سيكون سبباً -إن لم تحدث أي مفاجآت- في إزاحة بنيامين نتنياهو عن عرشه المتمسك به منذ 12 عاماً، والذي ظل متشبثاً به حتى الدقائق الأخيرة، محاولاً لأكثر من مرة إفشال الحكومة الجديدة. 

وتعقد الهيئة العامة للكنيست، الأحد، جلسةً خاصةً للتصويت على منح الثقة لـ"حكومة التغيير" برئاسة القومي المتطرف نفتالي بينيت، بعد أن نجح زعيم المعارضة يائير لابيد في تشكيل حكومة ائتلافية يتناوب على رئاستها مع نفتالي، بدعم من تشكيلة متنوعة من الأحزاب اليسارية واليمينية، بينها حزب عربي لأول مرة في تاريخ إسرائيل. 

ترقب حذر 

وفي حال لم تحصل أي مفاجأة في اللحظات الأخيرة خلال عملية التصويت ستنال الحكومة ثقة الكنيست، ليكون بينيت الرئيس الثالث عشر للحكومة الإسرائيلية خلفاً لنتنياهو، الذي استحوذ على كرسي رئاسة الحكومة لمدة 12 عاماً متواصلة، إضافة إلى 3 أعوام شغل فيها مناصب وزارية بين الأعوام 2006 إلى 2009، وقبلها رئاسة الحكومة ما بين الأعوام 1996- 1999. 

الترقب الحذر يأتي من أن هذه الحكومة لن تنال أكثر من 61 صوتاً من أعضاء البرلمان، وهو الحد الأدنى لتحقيق الأغلبية ونيل الثقة، وهذا ما يعني أن تغيّب أي أحد منهم أو امتناعه عن التصويت قد يُفشل كل الجهود التي بُذلت لتشكيل هذه الحكومة على مدار أسابيع. 

هذه الاحتمالات رغم ضآلتها فهي ورادة، خصوصاً بعد ضغط كبير مارسه نتنياهو وحلفاؤه ومناصروه على بعض نواب الكنيست من أعضاء حزب رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، للامتناع عن التصويت لصالح الحكومة. 

ما يؤكد هذه التخوفات هي الجلسة الخاصة التي سيعقدها رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الجديد، قبل جلسة التصويت، وذلك للتأكيد على دعم جميع أعضاء الأحزاب للحكومة.

نتنياهو من جانبه، وعلى الرغم من محاولاته المتكررة لإفشال الحكومة، فإنه قال في تصريح أخير السبت، إن "إجراءات تسليم السلطة ستجري بحسب القواعد المُتّبعة بطريقة مُنتظمة".

خطوات إفشال لم تنجح 

ففي آخر خطواته اليائسة، عرض نتنياهو على بيني غانتس، السبت، تنصيبه الفوري رئيساً للوزراء، مقابل إفشال "حكومة التغيير" بقيادة لابيد-بينيت. 

بحسب القناة الـ12 االإسرائيلية، فإن نتنياهو قد عرض استقالته الفورية، وتنصيب غانتس رئيساً بدلاً منه، وهو ما يتناسب مع اتفاق تبادل مناصب خلال حكومة الائتلاف السابقة بين الرجلين، ولكن نتنياهو أخلّ به وسعى نحو انتخابات كانت الخامسة خلال عامين. 

وذكرت القناة "12" الإسرائيلية، أن نتنياهو عرض على غانتس أن يتولى المنصب فوراً، وأن يستمرّ رئيساً للحكومة لثلاثة أعوام، فيما يكون نتنياهو رئيس حكومة بديلاً، فيما لم يوافق غانتس على العرض.

هذه الخطوة جاءت ضمن جهود حثيثة لإفشال وعرقلة حكومة التغيير الجديدة. 

فقد نظّم أنصار نتنياهو خلال الأيام الماضية تظاهرات خارج منزل النائب عن "يمينا" نير أورباخ، الذي سبق أن صرح بأنه قد لا يدعم بينيت.

حاخامات كبار في إسرائيل كذلك دعوا إلى القيام بأي شيء ممكن للحيلولة دون انطلاق الحكومة الجديدة، التي تضم أحزاباً يمينية وأخرى من الوسط واليسار.

جاء ذلك في بيان وقّع عليه كبار حاخامات الصهيونية الدينية (التيارات الدينية داخل الحركة الصهيونية).

تشكيلة الحكومة المتوقعة 

وحتى الجمعة، تم التوقيع على الاتفاقيات النهائية بين الأحزاب المشاركة في الحكومة الجديدة، وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت. 

بحسب الاتفاق، سيكون بينيت الأول في التناوب مع لابيد على رئاسة وزراء الحكومة الجديدة، ليكون بذلك الثالث عشر في هذا المنصب.

وتضم الحكومة الجديدة أحزاب "هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد، يمينا بزعامة بينيت، "أزرق- أبيض" برئاسة بيني غانتس، "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، "أمل جديد" بزعامة جدعون ساعر، "العمل" بزعامة ميراف ميخائيلي، "ميرتس" بزعامة نيتسان هورويتز، "القائمة العربية الموحدة" بزعامة منصور عباس. 

وبحسب تركيبة الحكومة الجديدة فإن بينيت سيكون رئيس الوزراء الأول بالتناوب مع لابيد، الذي سيكون نائباً له ووزيراً للخارجية، في حين أن غانتس سيواصل مهامه في منصب وزير الدفاع، وليبرمان وزيراً للمالية، وساعر وزيراً للقضاء، وهورويتز وزيراً للصحة، وميخائيلي وزيرة للمواصلات، فيما ستحصل شخصية من حزب منصور عباس على منصب نائب وزير، وستشارك في مسؤولية عدد من اللجان في الكنيست.

وسيكون عومر بارليف وزيراً للأمن الداخلي، وإيليت شاكيد وزيرة للداخلية، وكارين الحرار وزيرة للطاقة، ويوعاز هندل وزيراً للإعلام، وزئيف إلكين وزيراً لحقيبة القدس والتراث، إلى جانب حقيبة الإسكان، وعيسى فريج من ميرتس وهو ثاني وزير مسلم في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وزيراً للتعاون الإقليمي، ويفعات شاشا بيتون وزيرة للتعليم، وأورنا بربيباي وزيرة للاقتصاد، وتمارا زاندبيرع وزيرة البيئة، ومتان كاهانا وزيراً للأديان، وحيلي تروفير وزيرة للثقافة والرياضة، وميراف كوهين وزيرة للمساواة، وبنينا شاطا وزيرة للاستيعاب.

وسيتولى وزير لم تحدد هويته من حزب ليبرمان وزارة تطوير النقب والجليل، فيما سيتولى وزير من حزب العمل لم تحدد هويته وزارة الشتات. 

وسيشمل المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، قيادات الأحزاب المشاركة في الحكومة إلى جانب بعض الوزراء الآخرين من أصحاب المهام العليا في الحكومة، لتشمل 11 وزيراً.

متظاهرون يحتفلون برحيل نتنياهو 

وفي القدس، تحولت المظاهرة الأسبوعية التي ينظمها أنصار المعارضة في إسرائيل السبت إلى أجواء احتفالية برحيل نتنياهو. 

فعلى أنغام أغنية "بيلا تشاو" ردد المتظاهرون "بيبي تشاو" وهم يحتفلون بعد نحو عام من التظاهرات المستمرة أمام منزله للمطالبة برحيله.

وقال أوفير روبنسكي أحد المتظاهرين "هذه ليلة كبيرة وغداً سيكون يوماً أكبر. أنا على وشك البكاء، قاتلنا بالوسائل السلمية من أجل هذا اليوم الذي حل الآن".

وأضاف "نتنياهو حاول فقط أن يفرق بيننا ويضع كل جزء في المجتمع ضد الآخر، ولكن غداً سنتحد: اليمين واليسار واليهود والعرب".

وقام المتظاهرون بقرع الطبول والنفخ في آلات الفوفوزيلا، فيما ارتدى البعض سترات كتب عليها بالعبرية: "بيبي ليخ" (ارحل).

وقال رام شامير "نحن على وشك الانتهاء من هذه الحقبة السوداء في إسرائيل".

وأبدت المتظاهرة غالي يسرائيل تال، 62 عاماً، تفاؤلها أيضاً بأن تصويت الكنيست الأحد سيُنهي المسيرة السياسية لنتنياهو.

وقالت "هذا السبت الأخير لنا هنا، لقد انتصرنا، غداً سيصوت الكنيست ويرحل رئيس الوزراء، إنه أمر جيد، سيرحل".

ونظمت التظاهرات الاحتجاجية ضد نتنياهو كل سبت منذ يوليو/تموز من العام الماضي، للتنديد بفساده وإدارته بمكافحة وباء كوفيد-19، إضافة إلى الوضع الاقتصادي.

تحميل المزيد