موت سمير غانم يفجِّر أزمة “الفطر الأسود” في مصر، نصف المصابين به يموتون والمسؤولون: “الأعداد ضئيلة”

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/12 الساعة 11:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/12 الساعة 11:33 بتوقيت غرينتش

على مدار الأيام الماضية وتزامناً مع وفاة الفنان سمير غانم، وما أثير حينها بشأن إصابته بالفطر الأسود، تصاعدت المخاوف في الشارع المصري من انتشار المرض، لا سيما بعد أن أعلن الدكتور محمد علي، وكيل مديرية الصحة، عن تخصيص غرف عزل في مستشفى النجيلة بمدينة مطروح (شمال غربي القاهرة)، للتعامل مع المصابين بتلك الفطريات، وهو أول مستشفى عزل خصصته مصر للمصابين بكورونا في فبراير/شباط 2020.

ومع حالة الذعر المنتشرة مؤخراً قامت وزارة الصحة بطمأنة المواطنين، معلنة من خلال العديد من التصريحات المتلفزة أن حالات الفطر الأسود المسجلة في البلاد "لا تتعدى أصابع اليد"، وأكدت أن هذا النوع من الفطريات "غير الجديدة والخطيرة" ليس معدياً ويرتبط بأمراض نقص المناعة.

لكن تلك التصريحات أثارت الشكوك لدى المواطنين وذكرتهم بما حدث سابقاً عندما نفت وزارة الصحة وجود فيروس كورونا، ثم تراجعت وأعلنت أن الحالات قليلة جداً، إلى أن تفشى الوباء في مصر.

رصد فريق "عربي بوست" تضارب المعلومات والتصريحات الرسمية من المسؤولين عن الصحة، وحاول التحري أكثر عن الفطر "القديم الجديد" وأسبابه المعلنة وغير المعلنة والمحافظات المختلفة التي ظهر فيها ومدى دقة المعلومات المتداولة.

في الثاني والعشرين من مايو/أيار الماضي نفت وزارة الصحة المصرية ما تم تداوله من أخبار عن وجود الفطر الأسود في مصر. 

وكان ذلك بعد وفاة الفنان سمير غانم بيومين، بعدما صرح شقيقه أن سبب الوفاة هو "الفطر الأسود".

لكن المسؤولين تراجعوا عن تصريحاتهم وأعلنوا بتحفظ شديد في نهاية شهر مايو/أيار عن بداية ظهور حالات إصابة بالفطر الأسود بين المتعافين من فيروس كورونا، وبعدها قامت الوزارة بتعديل بروتوكول علاج الكورونا والحد من استخدام الكورتيزون لعلاج المصابين بالفيروس، منعاً لانتشار الفطر الأسود بينهم.

هل ظهرت حالات الفطر الأسود بين المتعافين من كورونا بعد وفاة سمير غانم أم قبل ذلك؟!

طبقاً للمعلومات التي حصلت عليها "عربي بوست" فإن وفاة فنان بحجم سمير غانم هو السبب الرئيسي في الكشف عن وجود الفطر القاتل واعتراف المصادر الطبية بتعدد الإصابات وارتباطه بمرضى كورونا، وربما لو لم يصبه الفطر لتمسك المسؤولون بأنه "لا فطر أسود في مصر".

المفاجأة أنه أثناء البحث عن حالات إصابة بالفطر الأسود اكتشفنا أن هناك مرضى تمكن منهم الفطر قبل شهر تقريباً من وفاة غانم لكنه لم يتم الإعلان عنها أو الالتفات لها إلا بعد الضجة التي أثارها تصريح شقيق الفنان عن الفطر والتي بدورها كانت دافعاً لحالات كثيرة خرجت للتحدث عن معاناتها على السوشيال ميديا ومواقع إلكترونية جراء إصابتها بالفطر أو تدهور حالة ذويهم.

تحدث "عربي بوست" هاتفياً مع أحد أقارب المصابين بالفطر في محافظة سوهاج، حيث فجر مفاجأة بقوله إن الفطر الأسود تمكن من قريب له تعدى الخمسين عاماً بقليل وكان ذلك في الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار، بعد معاناة مع كوفيد 19 خلال شهر أبريل/نيسان وتعافيه منه.

يستكمل الرجل: "بدأت أعراض غير مألوفة تظهر على قريبه ويدعى ممدوح محمود تمثلت في نزيف دماء وسائل بني من الأنف وتورم في اللثة وبثور داخل الفم وصداع غير محتمل كان ملازماً له لأيام متواصلة".

وعندما ذهبوا إلى قسم الاستقبال بمستشفى سوهاج الجامعي رفضوا دخول المريض رغم حالته المتدهورة وقابل العاملون هناك توسلات الأهل بمزيد من التعنت والرفض؛ الأمر الذي استفزهم ودفعه إلى التفكير باللجوء إلى السوشيال ميديا.

فقامت ابنته وهي طالبة جامعية بإعلان حالته من خلال صفحات التواصل الاجتماعي واستنجدت بالمسؤولين لإنقاذ أبيها، وبالفعل استجاب رئيس الجامعة الدكتور أحمد عبدالمنعم لتلك المناشدات وتم توفير مكان بالرعاية المركزة في الأول من يونيو/حزيران للحالة وكان ذلك بعد الإصابة بما يقارب الشهر.

وعن الحالة الصحية قال المصدر إن عدم الاهتمام منذ بداية الإصابة أدى إلى مضاعفات كثيرة منها أن المريض فقد عينه اليمنى.

أعراض الفطر الأسود تعتمد على مكان الإصابة.. 

وتفيد تقارير طبية بأن أعراض الفطر الأسود تعتمد أساساً على مكان نمو الفطريات في الجسم، ويمكن أن تشمل تورّم الوجه والحمى وتقرحات الجلد والآفات السوداء في الفم، ويتم علاجه بالأدوية المضادة للفطريات، ويتم حقنها لمدة 8 أسابيع وغالباً ما تُعطى عن طريق الوريد، وتشمل الأدوية الأكثر شيوعاً "أمفوتيريسين ب".

أحد الممرضين العاملين بالمستشفى الجامعي كشف لـ"عربي بوست" أن علاج مرض الفطر الأسود ليس متوفراً بالمستشفى على الرغم من أنه مستشفى جامعي كبير وله سمعته؛ وهذا يعني أن المستشفيات الحكومية الأخرى لا يتوفر بها العلاج، مندهشاً من ذلك لأنه طبقاً لتصريحات المسؤولين فهذا المرض موجود منذ عقود ولم يكن مفاجأة، ولو كان كذلك فلماذا لا يتوفر العلاج الخاص به؟

ويشير إلى أن بالمستشفى كميات كبيرة  من الـ(Amphotericin B 5) العلاج الرئيسي لعلاج الفطر الأسود من هيئة الشراء الموحد، ويجري توريد الكمية المطلوبة للمستشفى، بالتنسيق مع الهيئة، عن طريق الدكتور حسام عبدالغفار، علماً بأن فترة علاج المريض الواحد قد تستمر إلى 60 يوماً، وكشف الممرض أن هناك مرضى كثراً يعانون من نفس الأعراض لكنهم يفضلون الذهاب للعيادات الخاصة.

وهذا ما أكده الدكتور سعيد عيد جمعة، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الفيوم، مصرحاً بأن معظم المصابين بالفطر الأسود يلجأون لتلقي العلاج والخضوع لعمليات التنظيف في المستشفيات الخاصة، ولا يذهبون للمستشفيات الحكومية.

زيادة جرعات الأدوية المعالجة لكورونا تسببت في إصابة المرضى بالفطر الأسود 

"محمد ب" طبيب أمراض صدرية قال لـ"عربي بوست" إن حالات كورونا تتبع البروتوكول الذي اعتمدته وزارة الصحة المصرية، ونحن كأطباء نتبع التعليمات ولو كان المرضى هم المخطئين وليس المشكلة في البروتوكول الذي لدينا بالمستشفيات ويتم صرفه أيضاً لحالات العزل المنزلي، فلماذا قام مستشار الرئيس بتعديل البروتوكول العلاجي الخاص بفيروس كورونا بتقليل بعض الأدوية، مؤكداً أن زيادة جرعاتها أدت إلى الإصابة بالفطر الأسود.

وأوضح أن مجموعة الإنفلونزا تقوم بعمل مقاومة لجسم الإنسان، مما يتسبب في ضعف المناعة، لافتاً إلى أن أي مكان به رطوبة وليس به تهوية جيدة يكون عرضة لتكون مرض الفطر الأسود، وهناك غرف عزل بمستشفيات حكومية لا تنطبق عليها الاشتراطات الصحية.

لكن الأخطر هو أسطوانات الأوكسجين غير المعقمة والتي يضطر إلى استخدامها المصابون بكورونا وهي بيئة رطبة وخصبة لنمو الفطر، وبالمثل أجهزة التنفس التي لا تستخدم مياهاً معدنية أو مياهاً مقطرة، ولا يتم تغييرها بين مريض وآخر.

ويشير الطبيب إلى أنه منذ أيام تم نقل ربة منزل، ٦٢ سنة، مصابة بالفطر الأسود أثناء علاجها من فيروس كورونا المستجد بمستشفى حميات السويس من قسم الحميات إلى قسم الرمد بالمستشفى العام للكشف عليها وكان يتم اتباع البروتوكول في العلاج.

يستكمل الطبيب أن وكيل وزارة الصحة بالغربية أكد أن غرفة عمليات المديرية لم تتلق أي بلاغات أو إخطارات من المستشفيات العامة أو الخاصة بظهور أي أعراض أو استقبال حالات مصابة بأعراض الفطر الأسود، لكن هناك حالات إصابة بالفطر الأسود ظهرت في قرى ومراكز محافظة الغربية، جراء مضاعفات علاجهم، على خلفية تعرضهم للعزل الصحي لإصابتهم بفيروس كورونا.

ويشير إلى أنه في جميع حالات الفطر الأسود يجب التدخل الجراحي العاجل لمنع انتشار الفيروس لمناطق يصعب التعامل معها وقد تؤدي إلى الوفاة، ولكن إذا كانت الحالة في بدايتها فيمكن علاجها من خلال العلاج الكيميائي قبل أي تدخل جراحي، مشيراً إلي أن الفطر الأسود ترجع خطورته إلى كونه يحول الخلايا الحية إلى ميتة؛ وبالتالي فإن التدخل الجراحي لاستئصال هذا الجزء الذي أصبح ميتاً واجب للحفاظ على باقي البدن والخلايا الحية.

لكن المشكلة كما يقول الطبيب أن التشخيص الخاطئ أو عدم خضوع الحالة للعلاج الفوري وإهمالها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ وهذا ما حدث مع حالات أخيرة تعرضت لإزالة العين وجزء من الأنف والفك.

ويوضح الطبيب أنه تم الاشتباه في إصابة مريض بالفطر الأسود في قرية "سندسيس"، التابعة لمركز المحلة عقب ظهور أعراض الإصابة عليه بعد تعافيه من الإصابة بفيروس كورونا وخروجه من مستشفى الصدر العام ، وتبين أن المريض "نصر المتولي"، 48 سنة، ظهرت عليه إصابة بالعين والفكين ونشرت أسرته استغاثات على صفحات الفيسبوك لنجدته وعلاجه على نفقة الدولة بعدما أكدت الفحوصات الطبية إصابته بالفطر الأسود ويحتاج إلى طبيب أسنان لتغيير الفك السفلي وطبيب رمد لإزالة العين اليمنى للتخلص من الفطر، وتم حجزه في المستشفى لمدة 4 أيام، لكن تم وضعه على قوائم الانتظار. 

كثير من الحالات التي تم إهمالها يكون استئصال الأنسجة أو المنطقة المصابة هو الحل الوحيد لإنقاذ المريض

تقول ميرفت محمد، أستاذ المناعة، لـ"عربي بوست" إن الفطر الأسود (black fungus) له العديد من المسميات مثل "ميكور ماركوسيس" (Mucormycosis) أو "الفطر العفني" أو "فطر الغشاء المخاطي" وينتمي هذا الفطر إلى عائلة "العفنيات"، والتي تعيش في البيئات الرطبة مثل التربة أو المواد العضوية المتحللة مثل الأوراق أو الأسمدة أو الخشب والفواكه والخضراوات المتحللة، وهذه الفطريات تُسمّى بـ"الفطريات المخاطية".

وتشير أستاذ المناعة إلى أن السبب في إطلاق هذا الاسم عليه أن البقع السوداء هي العرض الظاهري للمرض بسبب انتشاره في الأوعية الدموية محدثاً بقعاً وبثوراً سوداء في الجلد وتحت الجلد، موضحة أن عدوى الفطر الأسود تصيب الأغشية المخاطية وتبدأ من منطقة الجيوب الأنفية، إذ يدخلها الفطر وينتشر وقد يؤدي إلى نزيف من الأنف ويتسبب في ضمور أو موت الخلايا، وقد يصل إلى العينين ويؤدي إلى ضعف الرؤية أو ازدواجها وفقدان البصر، كما يسبب استنشاقه آلاماً في الصدر وصعوبات في التنفس وسعالاً مصحوباً بالدم، وفي حالات الإصابة الشديدة به تحدث مشكلات كبيرة في الدماغ إذا وصل المخ، وساعتها يصل المريض إلى الغيبوبة، إذ تنتشر العدوى عن طريق الدم لأعضاء الجسم كله وتحدث الوفاة. 

وترتبط هذه العدوى بحالات ضعف المناعة ومرض السكري، وفي كثير من الحالات يكون استئصال الأنسجة أو المنطقة المصابة هو الحل الوحيد لإنقاذ المريض، بما في ذلك العين أو الفك وتحدث الوفاة في 20 إلى 54% من حالات الإصابة بالمرض إذا تأخر علاجها.

وتؤكد الطبيبة أن التشخيص الخاطئ يكلف المريض الكثير وتضرب مثلاً بأحد المرضى يدعى أحمد شحاتة، البالغ من العمر 50 عاماً، كان يعاني من مرض كورونا، تعافى من الفيروس بعد فترة علاج قضاها في المستشفى وعقب عودته وفي مرحلة التعافي بأيام بدأت تظهر عليه أعراض أخرى مثل التهابات العين والحلق والأنف، واعتقد الأطباء أن هذه الأعراض من تداعيات كورونا، ما أدى لتفاقم حالته، وعندما ظهرت على الحالة أعراض أخرى منها تورم الوجه مع نزيف مستمر، وبدأت العين الأخرى تظهر عليها نفس أعراض العين الأولى، وقتها تأكد الأطباء من إصابته بالفطر الأسود، وطلبوا جراحة عاجلة لإزالة العين الأولى والفك؛ وهو ما حدث.

تنصح الطبيبة المرضى بالتوجه فوراً إلى أقرب مستشفى إذا ظهر على الشخص الذي تعرض لأدوية قللت مناعته أي من الأعراض التالية: تورم الوجه من جانب واحد وصداع الرأس واحتقان الأنف أو الجيوب الأنفية، بثور سوداء على جسر الأنف أو الجزء العلوي من الفم وتشوش الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما أو ألم بالصدر وضيق في التنفس أو تحول الصدمات الجلدية لحروق أو قرح إلى اللون الأسود.

وتشير إلى أن المريض بالفطر الأسود ربما يحتاج إلى ما يصل إلى ثمانية أسابيع من الأدوية المضادة للفطريات للتعافي، ويعتمد تعافيهم على وقت تشخيص المرض وعلاجه، وفي كثير من الأحيان، يلزم إجراء جراحة لقطع الأنسجة الميتة أو المصابة، عبر كشطها وإزالتها، أو الاضطرار أحياناً إلى إزالة الجزء الذي تسلل له الفطر. 

مصادر طبية تكشف عن انتشار الفطر الأسود بين مرضى كورونا بمحافظتهم 

بحسب ما أعلنه رئيس اللجنة العلمية لمكافحة وباء كورونا في وزارة الصحة المصرية حسام حسني، فإن حالات الفطر الأسود في مصر "نادرة"، قائلاً في "وبينار" علمي عقدته الوزارة بشأن مستجدات وباء كورونا، إنه لا توجد في مصر حالات كثيرة مصابة بمرض الفطر الأسود، ولكن هناك حالات لا تتعدى أصابع اليد مشتبه فيها.

إلا أن "عربي بوست" رصدت أن هناك إصابات بالفطر الأسود في العديد المحافظات لدى المصابين بفيروس كورونا المستجد.

وأكد الدكتور محمود زكي، رئيس جامعة طنطا، أن المستشفى كان يستقبل في السابق حالتي إصابة بالفطر الأسود كل فترة، لكن في الوقت الراهن هناك حالات كثيرة مصابة بهذا المرض تتوافد على المستشفى لتلقي العلاج.

وفي محافظة الفيوم بدأ الإعلان عن ظهور الفطر الأسود من الدكتور سعيد عيد، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في جامعة الفيوم، والذي أكد استقبال عدد من الحالات في الآونة الأخيرة في المراحل الأولى من المرض، ويوجد مجموعة من الحالات في مراحل مختلفة من المرض.

وأكد الدكتور الشعراوي كمال، مدير عام مستشفيات جامعة المنصورة، أن مستشفيات الجامعة استقبلت 6 حالات بها إصابات بالفطر.

وكان عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، قد أعلن في  30 مايو/أيار، أن مرض الفطر الأسود ليس جديداً على البشرية، لافتاً إلى أن هناك حالات أصيبت به منذ أكثر من 20 عاماً وتم علاجها، وأن هذا المرض يصيب الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، وأن العلاج يتم فور اكتشاف الإصابة بالعدوى، مشيراً إلى أن المستشفيات الجامعية استقبلت 7 حالات مصابة بالفطر الأسود، ست منها لأشخاص كانوا مصابين بكورونا وأجريت عمليات جراحية لـ5 حالات، فيما تخضع حالتان للملاحظة والعلاج، وأن الحالات السبع تتراوح أعمارهم ما بين 42 و60 عاماً.

لكن ما يستدعي التوقف عنده هو تصريحه بأن الحالات السبع كانت خلال عشرة أيام مقارنة بعدد يتراوح بين 5-10 مصابين سنوياً، قبل الجائحة؛ وهذا مؤشر خطير لأنه المتوسط الشهري لعدد الحالات في مستشفى واحد من مئات المستشفيات سيكون 20 حالة في الشهر.

وبالفعل زادت الحالات بعد أيام قليلة، طبقاً لتصريح الدكتور وليد ندا، مدير مستشفيات جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، الذي أكد أن حالات الفطر الأسود التي استقبلتها مستشفيات الجامعة ارتفعت إلى من 7 حالات إلى 12 حالة، جميعهم كانوا مصابين بكورونا وتعافوا منها قبل إصابتهم بالفطر الأسود.

الأمر الثاني أن رئيس الجامعة أشار إلى أن الفِطر لا يعود  إلى فيروس كورونا  نفسه، وإنما لعلاج الفيروس، حيث إن انتشاره يعود إلى تطبيق  الناس لبروتوكولات غير مسؤولة وغير موثقة، تقضي بتناول مضادات حيوية بكثافة، بالإضافة إلى تناول الكورتيزون دون الرجوع لمتخصص، منوهاً إلى أن الحالات المصابة كانت معزولة في المنزل.

وبالمثل ذكر رئيس اللجنة العلمية لمكافحة وباء كورونا أن الاستخدام الخاطئ للأدوية هو السبب وراء الإصابة بالفطر الأسود، وليس بروتوكول علاج الإصابة بالفيروس التاجي "كوفيد- 19" كما يردّد بعض المواطنين، موضحاً أن بروتوكول العلاج من الإصابة بفيروس كورونا تمت الموافقة عليه عالمياً.

https://www.facebook.com/155469078493753/posts/794644047909583/?sfnsn=scwspmo

المرض ليس معدياً.. 

وأكدت شقيقة المصاب أحمد شحاتة جبر، ٤٩ سنة، في تصريحات لموقع صدى البلد أنها لجأت للكشف الطبي لدى أطباء مستشفيات جامعة طنطا، وأكدوا لها أن غرف عمليات مستشفيات الجامعية لا تجري عمليات استئصال أو إزالة لفطريات الوجه والفكين والأنف.

وكشفت عن تدهور الحالة الصحية لأخيها بسبب انتشار فطريات سوداء بالأنف والفك والفم، وفقدان كامل للرؤية الكاملة فعلياً، وأنه لا يستطيع إدراك ما حوله وأن تقارير الأشعة المقطعية التي أجرتها في المراكز الطبية المتخصصة أكدت انتشار فطر أسود تظهر ملامحه بالوجه وتعرض حياته لخطر الموت وأنها لا تملك إلا الدعاء؛ لأنها لا تجد مكاناً لعلاجه، فضلاً عن أن تكاليف العلاج الخاص لا تستطيع تحملها.

نصف المصابين به يموتون!

من جانبها، ذكرت جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا التابعة للوزارة، أنه وبالرغم من أن نصف المصابين بالفطر الأسود "يموتون"، إلا أن "المرض بمفرده غير معدٍ" بمعنى أنه لا ينتشر من خلال اتصال البشر بعضهم ببعض أو بالحيوانات، إلا أنه ينتقل عن طريق أبواغ فطرية منتشرة في الهواء أو في البيئة، والتي يستحيل تفاديها تقريباً وينبغي على الجميع "الامتثال للبروتوكولات العلاجية كافة التي تحدّدها المستشفيات".

حذر مستشار الرئيس المصري للصحة محمد عوض تاج الدين، من أن الفطر الأسود يصيب الأشخاص الذين يعانون من نقص مناعة نتيجة أدوية معينة.

وأوضح في تصريحات متلفزة: "من حسن الحظ لا ينتقل من إنسان لآخر، لكن قد يأتي للأشخاص الذين يعانون من نقص مناعة نتيجة أخذ أدوية تُثبط المناعة أو تقللها، أو الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام السكر في الجسم".

وأكد تاج الدين أن "الوضع في مصر ليس خارجاً عن المألوف، حيث نتحدث منذ سنة ونصف عن الفيروسات، والأخيرة تعد نوعاً من الجراثيم التي تسبب أمراض الإنفلونزا وكورونا وغيرهما".

تحميل المزيد