قالت مصادر لبنانية، السبت 12 يونيو/حزيران 2021، إن رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، ينوي "الاعتذار" عن عدم تشكيل الحكومة، وإنه "قد يعلن القرار" خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
يأتي هذا التطور بعد 7 أشهر على تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، لكن خلافات بينه وبين الرئيس اللبناني، ميشال عون، تحول دون توصلهما إلى اتفاق بشأن ذلك.
حيث أكد مصدر مقرب للحريري، رفض الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن "رئيس الحكومة المكلف لديه النية في تقديم اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة؛ في ظل استمرار عرقلة مهمته من قبل الفريق السياسي التابع لرئيس البلاد عون".
فيما أشار مصدر ثانٍ إلى أن "الحريري ينوي الاعتذار، لكنه تريث قليلاً بعد تشجيع من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى اللبنانية على الاستمرار في جهوده لتشكيل الحكومة".
مزيد من تدهور الأوضاع
المصدر حذّر من أن "اعتذار الحريري قد يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، وبيّن أنه "لذلك قرر التريث بضعة أيام".
في هذا الصدد، تداولت وسائل إعلام محلية، السبت، من بينها صحيفة "النهار"، أنباء حول أن الحريري حسم قراره بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة.
في وقت سابق من يوم السبت، زار الحريري مفتي الجمهورية، الشيخ عبداللطيف دريان وشاركه في اجتماع المجلس الشرعي الأعلى في دار الفتوى بالعاصمة بيروت.
عقب اللقاء، أعلن المجلس، في بيان، دعم الحريري وصلاحياته الدستورية، داعياً القيادات السياسية إلى "العمل مع الرئيس المكلف للخروج بحكومة تنقذ لبنان مما هو فيه".
من جهته، قال الحريري إنه "وضع المفتي والمجلس في أجواء مسار تأليف الحكومة منذ تكليفه بهذه المهمة قبل 7 أشهر"، مضيفاً أن "ما يهمّنا هو البلد لأن لبنان يتدهور اقتصادياً واجتماعياً كل يوم".
خلافات متفاقمة
جدير بالذكر أن الخلاف بين عون والحريري يتمثل حول تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة، بحسب مراقبين.
إذ يقول الحريري إن رئيس الجمهورية يحاول الحصول على "الثلث المعطل" لفريقه، ومن بين أركانه التيار الوطني الحر و"حزب الله"، وهو ما ينفيه عون.
و"الثلث المعطل" يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في قرارات الحكومة وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.
كان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قد قال في رسالة وجهها إلى مجلس النواب في 18 مايو/أيار الماضي، إن الحريري بات عاجزاً عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل مع مؤسسات المال الأجنبية والصناديق الدولية والدول المانحة.
رداً على رسالة عون، دعا البرلمان اللبناني، الحريري إلى الاستمرار في مساعي تشكيل الحكومة بالاتفاق مع الرئيس.
يشار إلى أن تعثر تشكيل الحكومة يزيد الأوضاع سوءاً في بلد يعاني بالأساس، منذ أكثر من عام، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، أدت إلى تراجع قياسي في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، وزيادة معدلات الفقر.