التباعد الاجتماعي الذي فرضه كورونا يهدد الأطفال.. خبراء: ربما أضعف الجهاز المناعي لديهم

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/10 الساعة 16:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/10 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
الأطفال ينشرون كورونا بين اسرهم أكثر من المراهقين/رويترز

عبّر جمع من العلماء عن قلقهم من تأثير إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا في إضعاف جهاز المناعة لدى الأطفال الصغار، الذين لن يتمكنوا من بناء مقاومة للفيروسات الشائعة، ما يجعلهم عرضةً للخطر عندما نقلع عن ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي في نهاية المطاف. 

حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، نشر الأربعاء 9 يونيو/حزيران 2021، يتعرَّض البشر لمسبِّبات الأمراض الفيروسية بصورةٍ شائعةٍ إلى حدٍّ ما، ورغم أن هذا لا يؤدِّي دائماً إلى الإصابة بالأمراض، يساعد هذا التعرُّض في تعزيز جهاز المناعة ضد التهديد في حالة مواجهة الفيروسات مرةً أخرى. 

فيروسات ليس لها لقاح تُقلق العلماء

على مدار الـ14 شهراً الماضية أو نحو ذلك، لم تقلِّل القيود المطوَّلة المفروضة على الاختلاط والسفر، جنباً إلى جنبٍ مع ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، من خطر الإصابة بفيروس كورونا فحسب.

بل قلَّصَت أيضاً التعرُّض لفيروسات تنفُّسية أخرى مثل الإنفلونزا، وهي حالاتٌ لم تكن موجودة من الأساس الشتاء الماضي، وفقاً لبيانات المراقبة التي تشمل إلى حدٍّ كبير إنجلترا وجمعتها الكلية الملكية العامة للأطباء. 

مع ذلك، فإن علماء الفيروسات قلقون بشأن الفيروس المخلوي التنفُّسي (RSV)، وهو فيروس يسبِّب التهاباتٍ رئوية خطيرة تتطلَّب دخول المستشفى، ويؤدِّي أحياناً إلى الموت، ويصيب الأطفال دون سنِّ سنةٍ واحدة، ولا توجد لقاحات معتمدة له. 

إذ قالت الدكتورة كاثرين مور، الاستشارية الإكلينيكية في ويلز: "تقلقني الإنفلونزا، ولكن هناك لقاح لها، وبالتالي سيظل بإمكان الفئات الأضعف الحصول على هذا اللقاح". 

كما حذَّرَت من أن الفيروس المخلوي التنفُّسي ليس له لقاح حالياً، وقالت: "في حين أن ما فعله فيروس كورونا قد تسبَّبَ في مشكلةٍ كبيرة في وحدات العناية المركَّزة للبالغين لدينا، فقد نشهد على العكس مشكلاتٍ في مستشفيات الأطفال والعناية المركَّزة الخاصة بهم". 

فيروسات تشكل تهديداً للأطفال

قبل فيروس كورونا، واجَهَ الأطفال معظم الفيروسات الموسمية قبل بلوغهم سن الـ18. 

أوضحت مور أن أكبر تدفُّق في أقسام الأطفال في المستشفيات كلَّ شتاء يكون من فئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامٍ واحد، والذين يُصابون لأول مرة بالفيروس المخلوي التنفُّسي، لأن الرئة تكون غير متطوِّرة بالشكل الكافي بعد في ذلك السن، وأجسادهم لا تقوى على محاربة العدوى. 

يشعر العلماء بالقلق من أنه إذا بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها ما قبل ظهور فيروس كورونا، فإن فيروسات الجهاز التنفُّسي التي تنتشر عادةً كلَّ شتاء ستعود، جنباً إلى جنب مع كوفيد-19. 

قالت مور إنها كانت قلقةً بشكلٍ خاص بشأن خطر الفيروس المخلوي التنفُّسي عند الصغار، وأضافت: "لدينا الآن مجموعتان من الأطفال الذين لم يصادفوا الفيروس من قبل، لذا فهم معرَّضون للإصابة به". 

قبل الجائحة، أشارت البيانات إلى أن أكثر من 30 ألف رضيع وطفل دون الخامسة يدخلون المستشفى كلَّ عام في المملكة المتحدة بسبب الفيروس المخلوي التنفُّسي. قالت مور إنه على افتراض استئناف "الحياة الطبيعية" في وقتٍ لاحق من هذا العام، "نستعد لتأثيرٍ كبيرٍ في طب الأطفال". 

إصابات قليلة لكنها مقلقة

وفقاً للكلية الملكية العامة للأطباء، اكتُشِفَت حالاتٌ قليلة فقط للإصابة بالفيروس المخلوي التنفُّسي الشهر الماضي، مايو/أيار، وهو أمرٌ غير معتاد نظراً إلى أن الفيروس ينتشر عادةً في الشتاء في المملكة المتحدة. 

إذ قال دينان بيلاي، أستاذ علم الفيروس في كلية لندن الجامعية: "إن ظهور الفيروس المخلوي التنفُّسي في أواخر مايو (أيار) أمرٌ غير معتاد على الإطلاق". 

كما أضاف أنه قد يكون انعكاساً لمزيدٍ من الحساسية المناعية، أو لأن بعض القيود المفروضة على خلفية تفشي كوفيد-19 قد خُفِّفَت، أو بسبب تغييرٍ في السلوك الموسمي للفيروس، نتيجة الجهود الجماعية المستمر للتصدي لفيروس كورونا. 

تحميل المزيد