أعلنت السلطات البريطانية في منطقة ويست ميدلاند، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران 2021، أنها أوقفت شابين على خلفية توجيههما عبارات عنصرية وتهديدات بالقتل إلى أسرة مسلمة، لافتة إلى أنها تتعامل مع مثل هذه الاعتداءات بكل جدية، خاصة أنها تتسبب بإثارة القلق داخل المجتمع.
فيما تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أحد الشابين وهو يهدد أحد أفراد الأسرة المسلمة بقوله: "أنا مَن سيطعنك بالسكين"، وذلك عقب قيامهما بافتعال مشاكل ومضايقات للأسرة المسلمة في إحدى الحدائق العامة.
هذا الاعتداء العنصري وقع في مدينة وولفرهامبتون يوم السبت الموافق 5 حزيران/يونيو الجاري، وفق بيان أصدرته الشرطة البريطانية التي دعت إلى عدم مشاركة المقطع المصور الذي يظهر الاعتداء العنصري، لعدم إثارة قلق الأسرة المسلمة.
جدير بالذكر أن الاعتداءات بدافع الإسلاموفوبيا زادت في بريطانيا بعد "بريكست" عام 2016 والهجوم الإرهابي في مدينة مانشستر عام 2017.
كان معظم ضحايا الاعتداءات من النساء، ومنفذة من قِبل رجال من ذوي البشرة البيضاء.
جونسون يقدم اعتذاراً
يشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قدّم، في 25 مايو/أيار المنصرم، اعتذاراً عن الإهانة التي تسببت بها تصريحات سابقة له حول الإسلام، وذلك في تقرير انتقد حزب المحافظين بشأن طريقة معالجته شكاوى تتعلق بالخوف من الإسلام.
حيث أجريت مقابلة مع جونسون من أجل التقرير، بتكليف من الحزب؛ رداً على انتقادات لكيفية تعامله مع ممارسات التمييز والشكاوى. وأعد البروفيسور سواران سينغ التقرير بصورة مستقلة، وكان يشغل منصب مفوض للجنة المساواة وحقوق الإنسان.
فيما أشار التقرير إلى أمثلة عدة تشير إلى جونسون، بما في ذلك عمود في صحيفة عام 2018، لفت فيه إلى النساء اللواتي يرتدين البرقع بأنهن "يتجولن في الأرجاء ويبدين كصناديق البريد"، وشبههن بلصوص البنوك.
في حين قال جونسون إن المقال هو دفاع ليبرالي عن حق المرأة المسلمة في اختيار ما ترتديه، مضيفاً: "أدرك تماماً أن هناك أموراً صرحت بها وحملت على محمل الإهانة، وأن الناس ينتظرون من رجل في موقعي أن يضع الأمور في نصابها، لكنك تحتاج في الصحافة للاستفادة من اللغة بحرية. وبالتأكيد أنا آسف على أي إهانة فُهمت (من تصريحاتي)".
جونسون تابع: "(السؤال هو) هل لي أن أستخدم اليوم التعبيرات المنطوية على إهانة من كتاباتي في الماضي؟، الآن وأنا رئيس للوزراء، لن أفعل ذلك".
بينما خلص تقرير البروفيسور سينغ إلى أن حزب المحافظين لم يكن نشطاً بما فيه الكفاية فيما يتعلق بمجابهة التمييز العنصري، كما أن إجراءاته المتعلقة بالشكاوى هي بحاجة إلى إصلاح شامل، ونظام العقوبات لديه بالنسبة لمن يخالفون القواعد غير واضح.
فضلاً عن ذلك، وصفت جمعية (هوب نوت هيت) أو (أمل لا كراهية) المناهضة للعنصرية اعتذار جونسون بأنه "كلام معسول"، وقال نيك لوليس، المدير التنفيذي للجمعية، إن "الكلمات التي استخدمها رئيس الوزراء اليوم ليست كافية وبعيدة تماماً عن احتمال اتخاذ إجراء حازم وحاسم". من جهته، أعلن حزب المحافظين قبوله بتوصيات التقرير.