أظهرت لقطات مصورة جزءاً من الأنفاق الضخمة، التي تستخدمها كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة، والتي يوجد فيها مخازن للأسلحة ومرابض للصواريخ، وتم استخدامها في قصف المدن الفلسطينية المحتلة خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة بغزة.
هذه اللقطات بثتها قناة "الجزيرة"، الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، وقال مراسل القناة إن هذه الأنفاق محفورة في أعماق مختلفة، ونقل عن فصائل المقاومة قولها إن هذه الأنفاق تجعلها تخرج من المعارك بأقل الخسائر، وتحافظ على قدرتها العسكرية.
تُظهر اللقطات ممرات طويلة للأنفاق واتجاهات مختلفة للممرات، وتتألف من غرف ويوجد فيها معدات اتصالات وخرائط تستخدمها كتائب "القسام" لإدارة المعارك ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يظهر في الفيديو أحد عناصر "القسام" الذي قال إن هذه الأنفاق ممتدة على ربوع قطاع غزة، وقال إن هذه الأنفاق استخدمت في الحرب الأخيرة ضد إسرائيل.
أظهر الفيديو أيضاً مخازن للأسلحة داخل الأنفاق، وعناصر يجهزون قذائف الهاون، كما تظهر داخل غرف الأنفاق مرابض الصواريخ.
وأكد أحد عناصر "القسام" أن الضربات الأخيرة التي شنتها إسرائيل لاستهداف الأنفاق، لم تحدث إلا بعض الأضرار، وقال إنه تم إصلاحها حتى عادت جهوزيتها إلى ما كانت عليه.
كان رئيس حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، قد قال عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الذي توسطت فيه مصر، إن لدى "حماس" 500 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تُلحق ضرراً سوى بـ5% منها.
كذلك أكد السنوار أنه بإمكان فصائل المقاومة إطلاق مئات الصواريخ (باتجاه إسرائيل) في الدقيقة الواحدة بمدى 200 كلم.
وفي تصريح سابق لـ"عربي بوست" قل أبوعطايا، الناطق العسكري باسم ألوية الناصر صلاح الدين، إن "مشروع الأنفاق هو امتداد لمشروع تطوير قدرات المقاومة، بدأنا به منذ سنوات، ونستخدمه لتقليل الخسائر في صفوف المقاومة في أي معركة أو مواجهة مع دولة الاحتلال، كما نستخدمه كأداة للتواصل والتنسيق بين القادة في الميدان وعناصر المقاومة، ونستطيع التحكم في سير المعركة من داخل هذه الأنفاق".
تخشى إسرائيل هذه الأنفاق بسبب المزايا العديدة التي توفرها للمقاومة، فمن خلالها يتم حماية أسلحتها لا سيما الصواريخ، وحتى قادتها وقواتها ومراكزها من غارات الطيران الإسرائيلي.
كذلك فإن الأنفاق وسيلة للهجوم على الجيش الإسرائيلي في حالة توغله داخل غزة، في ظل تفوق إمكاناته العسكرية، لا سيما الدبابات.
علاوة على ذلك، فإن الأنفاق وسيلة بإمكان المقاومة التسلل عبرها إلى الداخل الإسرائيلي؛ للقيام بعمليات عسكرية مباغتة قد تشمل الهجوم على مواقع إسرائيلية أو القبض على أسرى؛ ويعد هذا السبب واحداً من أكثر عوامل القلق لدى إسرائيل من الأنفاق، رغم أنها بذلت جهداً كبيراً لمنع ذلك عبر تشييد حائط في باطن الأرض على الحدود مع قطاع غزة مزود بمستشعرات؛ لكشف حفر الأنفاق.
يُذكر أن الأنفاق ظهرت لأول مرة في غزة رداً على الحصار الإسرائيلي المفروض بعد تولي حماس السلطة، وفي البداية، تم استخدامها لتهريب البضائع إلى الجيب وتمييز المشاريع غير المشروعة بدلاً من النزعة العسكرية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية، لكن سرعان ما تم استخدامها لأغراض أخرى.
ففي عام 2006، استخدمت حماس نفقاً لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واحتُجز شاليط لمدة خمس سنوات قبل إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل أسرى عام 2011.