انتهى الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الخميس 3 يونيو/حزيران 2021، مع رؤساء الأحزاب الموالين له، ببعض من التوصيات التي قدمها نتنياهو لحلفائه بهدف النيل من غريمه اليميني نفتالي بينيت، وعرقلة الحكومة التي يسعى لقيادتها بالشراكة مع يائير لبيد.
مصادر حضرت الاجتماع كشفت أن نتنياهو طلب من حلفائه أن ينشروا في الأوساط السياسية أن رئيس الوزراء المقبل، نفتالي بينيت، لن يستطيع مواجهة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إيران أو التصدي للضغوط الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية، وذلك بحسب موقع Axios الأمريكي.
كان القائد اليميني نفتالي بينيت وزعيم تيار الوسط في المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عقدا اتفاقاً ائتلافياً الأربعاء 2 يونيو/حزيران ليحلا محل نتنياهو، لكن التصويت على تولي الحكومة الجديدة قد لا يحل حتى الأربعاء 9 يونيو/حزيران المقبل، وهي الفترة التي يحاول نتنياهو استغلالها لإفشال الائتلاف.
خاضع لمطالب بايدن
في الاجتماع، قال نتنياهو لأعضاء كتلته اليمينية وزعماء المستوطنين إن بينيت سيخضع لضغوط الولايات المتحدة إذا طالبته بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وشارك في الاجتماع رؤساء الأحزاب في معسكره– شاس، "يهدوت هتوراة" والصهيونية الدينية– ورئيس الكنيست، ياريف ليفين، ورئيس الائتلاف، ميكي زوهار، وعدد من قادة "مجلس المستوطنات".
من جانبها، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" عن نتنياهو قوله لقادة مجلس المستوطنات "لماذا أنتم لا تهاجمون بينيت؟ فهو لن يتمكن من مساعدتكم عندما يكون سوية مع لبيد".
ضغوط على أعضاء حزب بينيت
ويحاول نتنياهو الضغط بكل ما يملك من قوة على أعضاء حزب بينيت اليميني "يمينا" لرفض التصويت بالموافقة على الحكومة الجديدة، حيث إنه لو حدث انشقاق واحد، فإن ذلك من شأنه أن يهدد تحالف لابيد وبينيت بالفشل في الحصول على الأغلبية البرلمانية المطلوبة.
ويتعرض أعضاء الكنيست الإسرائيلي من حزب "يمينا" لضغوط "هائلة وحتى غير إنسانية"، حسبما وصفت ذلك صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كما أنها ستتواصل وتتصاعد خلال الفترة المقبلة إلى حين تنصيب الحكومة.
حيث ينظم الليكود والصهيونية الدينية، مساء اليوم الجمعة، مظاهرة كبيرة مقابل منزل القيادية في "يمينا"، أييليت شاكيد، تحت شعار "عودي إلى بيتك"، أي معسكر اليمين، وذلك بهدف منع تنصيب حكومة "كتلة التغيير".
كما يركز نتنياهو وأنصاره ضغوطهم على نير أورباخ، عضو حزب بينيت الذي قال الأربعاء إنه يفكر في التصويت ضد تولي الحكومة الجديدة.
نشر نتنياهو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو مؤيديه للتظاهر خارج منزل أورباخ، كما لمَّح الحاخام الراعي لأورباخ في مقابلة تلفزيونية إلى أن نتنياهو طلب منه الضغط على أورباخ حتى لا يدعم تولي الحكومة.
حكومة جديدة ولكنها هشة
كان بينيت قد تمكن من تقديم نفسه في دور صانع الملوك في غمار التنافس على تشكيل الحكومة، واستغل حاجة كل من نتنياهو ولابيد إلى دعمه.
وفي حين أنه بوجه عام شخصية يمينية، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الإسرائيلية الفلسطينية، فإنه سيكون مقيداً بتوجهات العدد الكبير من الأحزاب الموجودة في الائتلاف، بالإضافة إلى واقع أن لابيد سيكون له حق النقض (الفيتو) على سياساته.
تذهب التوقعات إلى أن الحكومة الجديدة، إن تشكلت، يُحتمل أن تكون هشة للغاية، كما يُتوقع أن ينتقل نتنياهو إلى موقع زعيم المعارضة.
حيث تضم الحكومة المنتظرة ثمانية أحزاب لا يجمعها الكثير بخلاف الرغبة في إزاحة نتنياهو. وقد أصبحت ممكنة بفضل القرار غير المسبوق للقائمة العربية الموحدة، التي ستكون أول حزب عربي يشارك في حكومة إسرائيلية.