اجتماع غير مسبوق لمستثمرين إسرائيليين وإماراتيين في دبي.. صحيفة: تحدثوا كأن شيئاً لم يحدث بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/03 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/04 الساعة 04:41 بتوقيت غرينتش
التطبيع الإماراتي الإسرائيلي- رويترز

كشفت صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية أن اجتماعاً استثمارياً ضخماً عقده مسؤولون ورجال أعمال إسرائيليون وإماراتيون، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021، في دبي، دون أن يتطرق المشاركون من بعيد أو من قريب لما عاشته الأراضي الفلسطينية من تصعيد خلال الأيام الماضية، وعمّا عاشته غزة من قصف "وحشي" ترك دماراً كبيراً في بنيتها التحتية. 

تشير الصحيفة إلى أن الاجتماع الذي احتضنه فندق أرماني الفخم داخل أعلى ناطحة سحاب في العالم بدبي، امتلأ بالإسرائيليين الذين يرتدون الكيباه (رمز المتدينين اليهود)، الإماراتيين الذين يرتدون العباءات الطويلة، وذلك لمناقشة فرص الاستثمار. 

بحسب الصحيفة الإسرائيلية، لم يأت الطرفان على ذكر الفلسطينيين أبداً، إذ كان المنتدى الاستثماري بعيداً كل البعد عن دمار الحرب، وداخل القاعة الفارهة شديدة التأمين لم يكن هناك قلقٌ أو خوف على وجوه الوفود والمتحدثين الإسرائيليين المتحمسين، الذي أعرب الكثير منهم عن دهشته إزاء الازدهار السريع للعلاقات مع الإمارات.

بدلاً من ذلك، ركّزت المحادثات على الأعمال التجارية، حيث تحدثوا عن دعم السياحة، وخلق فرص العمل، ومشاركة التقنية، وتنويع الاقتصادات، والتطرق لمشكلات ندرة المياه.

من جانبه، قال السفير الإسرائيلي في أبوظبي إيتان نائيه: "ما يحدث الآن لم يحدث من قبل. لو سألتني قبل عامٍ واحد، لم أكن لأتوقّع أننا سنتحدث هنا اليوم في دبي عن كل تلك الأشياء التي تحدث".

كما تحدث نائيه إلى وكالة Associated Press الأمريكية على هامش القمة، التي تُعتبر أول مؤتمر استثماري يُعقد وجهاً لوجه في الإمارات بين الإماراتيين والإسرائيليين منذ اتفاقية التطبيع، التي تم توقيعها في سبتمبر/أيلول الماضي.

على الطرف الآخر، قال مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار طارق بن هندي للحاضرين إنّ بلاده "ساعدت الشركات الإسرائيلية على افتتاح مكاتبها في الإمارات". وهذا المكتب هو المسؤول عن جذب الاستثمارات الأجنبية إلى أبوظبي وتنويع القطاع الخاص.

وأردف هندي: "نريد من الشعب الإسرائيلي -وشعوب العالم- أن ينضم إلينا، ويُساعدنا في رحلتنا، ويتعاون معنا، ويتعلم منا، لنبني علاقةً قوية في نهاية المطاف".

تطور سريع في العلاقات 

وقبل 3 أيام، قال وزير المالية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن تل أبيب قد وقعت اتفاقاً اقتصادياً جديداً مع الإمارات، ويتعلق الأمر، وفق الوزير الإسرائيلي، بـ"معاهدة ضريبية"، في خطوة وصفها بأنها "ستنشط تطوير الأعمال بين البلدين بعد تطبيع العلاقات العام الماضي".

حسب وكالة "فرانس برس" الفرنسية، فإن هذا الاتفاق يأتي بعد أن أعلنت وزارة المالية الإماراتية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنها توصلت إلى اتفاق مبدئي مع إسرائيل لتحاشي الازدواج الضريبي.

وفق المصدر نفسه، فإن هذه المعاهدة ستكون فور المصادقة عليها من الوزراء والبرلمان هذا العام، الاتفاق التاسع والخمسين من نوعه الذي تبرمه إسرائيل وستدخل حيز التنفيذ في مطلع يناير/كانون الثاني 2022.

منذ توقيع اتفاق التطبيع في سبتمبر/أيلول الماضي، أبرمت البنوك الإسرائيلية والإماراتية وشركات أخرى اتفاقات تعاون، وبدأ تسيير رحلات طيران مباشرة بين البلدين، كما وصل عشرات الآلاف من السياح الإسرائيليين إلى الإمارات.

كذلك تجاوزت التجارة بين البلدين حاجز الـ354 مليون دولار بالفعل، حيث وقّع البلدان على نحو 25 اتفاقية في أكثر من 15 قطاعاً مختلفاً بحسب وزير التجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، أعلى المسؤولين الإماراتيين الذين حضروا الاجتماع.

تعميق العلاقات رغم العدوان على غزة

وفي تقرير لها، نُشر الخميس 27 مايو/أيار 2021، اعتبرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، أن عدوان الاحتلال على غزة والقدس، الذي دام 11 يوماً، "لم يكُن له أي تأثيرٍ على التزام الإمارات بإقامة علاقات قوية مع إسرائيل".

دليل ذلك، وفق الصحيفة نفسها، هو حضور "كبير دبلوماسيي إسرائيل المبعوثين إلى الإمارات العربية المتحدة حفلاً أقيم في دبي، على خلفية أول معرض دائم في شبه الجزيرة العربية لتخليد ذكرى الهولوكوست".

حسب الصحيفة نفسها، فإن المسؤول نفسه كان حاضراً قبل هذه المناسبة، التي أقيمت يوم الإثنين 24 مايو/أيار، في حدث من أجل إقامة مشروعٍ استثماري مشترك بين شركةٍ إسرائيلية وإماراتية.

فالسفير الإسرائيلي لدى الإمارات، إيتان نائيه، صرّح خلال هذه المناسبة قائلاً: "ما نراه هنا معاكسٌ تماماً لما نشهده في غزة… إذ نرى في عملية التطبيع الكاملة هنا انفصالاً عن الماضي".

تقول الصحيفة العبرية، إن الحرب التي اندلعت خلال شهر رمضان المبارك قد أثارت غضب مواطني الدول الخليجية، الذين أعربوا عن دعمهم للفلسطينيين ومعارضتهم للاحتلال، عبر الشبكات الاجتماعية واحتجاجات الشارع.

وبعد تصاعُد العنف إلى حربٍ بين حماس وجيش الاحتلال، في الـ10 من مايو/أيار، لم تُعرِب الإمارات عن انتقادها لإسرائيل بشكلٍ مباشر، بل أصدرت بدلاً من ذلك بياناً دعا "جميع الأطراف" إلى وقف القتال.

حين سُئِلَ عن طبيعة المحادثات مع المسؤولين الإماراتيين أثناء الصراع الأخير، قال السفير نائيه في أبوظبي، إنّ الأشخاص الذين تحدّث إليهم "أظهروا قدراً كبيراً من التفهم والاهتمام، ولم تشهد المحادثات أي توترات، وما سمعناه هو أنّ الإمارات دعت إلى وقف القتل من الجانبين، وقد أعربوا عن حزنهم على الضحايا من الجانبين".

وفي 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين، جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية وتحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة انتهت بعد 11 يوماً بوقف لإطلاق النار فجر 21 مايو/أيار الماضي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عن 290 شهيداً، بينهم 69 طفلاً و40 سيدة و17 مسناً، بجانب أكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيلياً وإصابة مئات، خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

تحميل المزيد