كشفت الصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرونوت، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021 عن تحركات إسرائيل لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ قالت الصحيفة إن تل أبيب مارست ضغوطات على بايدن في 20 مايو/أيار 2021 لإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، للتوسط لدى حماس من أجل اتفاق وقف إطلاق النار.
الصحيفة كشفت عن فحوى الرسالة التي أرسلتها تل أبيب لواشنطن وجاء فيها: "إذا كانت الولايات المتحدة لا تريد أن تتورط في ما يجري، فليقم المصريون بذلك، على أن يمنحهم البيت الأبيض مباركته".
كما أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يسعى لاستعادة مكانة مصر رفيعة المستوى، وقالت إنه أصبح يكتسب "ثقة واهتماماً دولياً، وهذا يقلق الإمارات التي كانت تسعى لجعل القضية الفلسطينية على هامش الاهتمام العربي"، حسب الصحيفة.
أما السيسي فبات هو المستفيد الأكبر، إذ أصبح اسمه يتصدر الأخبار العربية العالمية رغم تعهدات بايدن بأنه سيلاحقه بسبب ملف حقوق الإنسان في مصر، إلا أن مفاوضات وقف إطلاق النار أعادته إلى الواجهة وأخرجته من عزلته التي عاشها لسنوات بعد انقلابه على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.
وبعد اتفاق وقف إطلاق النار دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي القوى الإقليمية والدولية كافة لدعم جهود مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوماً وخلَّف دماراً كبيراً في المساكن والبنى التحتية.
تصريحات الرئيس المصري تأتي تزامناً مع زيارة رسمية قام به رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، لقطاع غزة التقى خلالها قادة حركة حماس.
من جانبه، أكد الرئيس المصري أهمية إيصال كافة المساعدات الإنسانية للمواطنين بقطاع غزة.
وقال أيضاً إن بلاده تقوم بجهد كبير، من أجل تثبيت التهدئة والعمل على إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وساطة مصرية لوقف إطلاق النار
ويشار إلى أنه في مايو/أيار الماضي تم الإعلان عن توافق إسرائيل والفصائل الفلسطينية على تنفيذ هدنة لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية بدءاً من 21 مايو/أيار، بعد 11 يوماً من قصف جيش الاحتلال لقطاع غزة جواً وبراً وبحراً واستهداف الأبراج والمباني السكنية وهدمها على رؤوس ساكنيها، مما أثار انتقادات غير مسبوقة لحكومة بنيامين نتنياهو.
وقالت وكالة رويترز إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمر بإرسال وفدين أمنيَّين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل على تثبيت الهدنة بين إسرائيل وقطاع غزة، وذلك بعد إعلان حكومة نتنياهو وقفاً لإطلاق النار "دون شروط"، وتأكيد المقاومة الفلسطينية استجابتها لمقترح القاهرة.
وكان المجلس الأمني الوزاري المصغر بإسرائيل "الكابينت" قد أعلن، رسمياً، قبول المقترح المصري لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
الحرب على غزة
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 255 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت بأنها شديدة الخطورة.
وتشهد القضية الفلسطينية حالياً، حراكاً نشطاً، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ضمن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية والوسطاء الإقليميين لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي بدأ فجر الجمعة 21 مايو/أيار.