قال مساعدون مقربون من الحزب الحاكم في كوريا الشمالية إن قواعد الحزب المعدَّلة استحدثت منصباً ثانياً في القيادة بعد القائد العام للحزب كيم جونغ أون، نقلاً عن صحيفة The Independent البريطانية.
وكالة أنباء Yonhap الكورية الشمالية كانت قد أفادت في يناير/كانون الثاني أن حزب العمال الحاكم قرر إدراج فقرة في القواعد المعدَّلة للحزب تنص على أن تنتخب اللجنة المركزية "السكرتير الأول للحزب، الذي يفترض أن يكون المسؤول الثاني في الحزب بعد كيم".
وذكرت الوكالة أن هذا المنصب استُحدِث لتخفيف "أعباء إدارة شؤون الحزب" عن كيم، غير أنه مما يثير الاهتمام أن كيم نفسه هو من كان يتولى منصب السكرتير الأول من عام 2012 إلى عام 2016، ويُفترض أن يتولى الرجل الثاني في القيادة رئاسةَ "اجتماعات الحزب الرئيسية نيابة عن القائد العام".
فيما قالت مصادر مقربة من الحزب إن جو يونغ وون، وهو مساعد مقرب من كيم وعضو دائم حالي في المكتب السياسي للحزب، قد انتُخب لمنصب السكرتير الأول.
ويعد جو أحد أقرب مساعدي كيم إليه، وقد ذهب المحللون في وقت اجتماع يناير/كانون الثاني إلى أنه بات يشغل المنصب الثالث في الحكومة، بعد القائد العام كيم، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى تشوي ريونغ هاي.
راشيل مينيونغ لي، وهي مسؤولة في موقع 38 North، الذي يقع مقره في الولايات المتحدة ويُعنى بمتابعة شؤون كوريا الشمالية، قالت لوكالة Reuters: "تبدو هذه الخطوات الأوسع نطاقاً لتفويض القيادة في كوريا الشمالية، وإعادة توزيع بعض واجبات كيم جونغ أون -وليس صلاحياته بالضرورة- على آخرين، وتبسيط هيكل قيادة الحزب".
يُذكر أنه من بين التعديلات الأخرى التي أُدخلت على قواعد الحزب، تخلت كوريا الشمالية أيضاً عن مصطلح "سونغون"، أو سياسة "الجيش أولاً"، في ديباجة قواعد الحزب المعدَّلة، حسبما أفادت وسائل إخبارية محلية. كما حذفت كوريا الشمالية العبارةَ التي تقول إن أعضاء الحزب "يجب أن يقاتلوا حثيثاً لتسريع توحيد الوطن الأم" ضمن واجباتهم، ما يشير إلى تعديلات في السياسة الداخلية للحزب.
في غضون ذلك، ادَّعى كثيرون أن أخت كيم، كيم يو جونغ، كانت بمنزلة "الرجل الثاني في القيادة بحكم الواقع" لكنها لم تُمنح هذا اللقب رسمياً.
وكانت كيم يو جونغ قد لفتت الانتباه الدولي خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونغ تشانغ، بكوريا الجنوبية.
إذ تشبه كيم يو العديد من أفراد أسرتها، فهي شخصية غامضة بعض الشيء، خاصة أن تفاصيل أساسية مثل عمرها (أغلب الظن أنها في أوائل الثلاثينيات من عمرها)، لم يؤكدها النظام الكوري الشمالي، وفقاً لما ذكرته مجلة Forbes الأمريكية.
أما صحيفة The Washington Post، فقالت إن كيم يو هي من الأبناء المفضلين لوالدها الراحل كيم جونغ إيل، وقد التحقت بمدرسة في سويسرا، حيث تلقت دروس الباليه قبل أن تعود إلى كوريا الشمالية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
كانت كيم يو جونغ، الملقبة بـ"إيفانكا ترامب كوريا الشمالية"، قد قالت الشهر الماضي، إن الرئيس ترامب وشقيقها تجمعهما "علاقة شخصية خاصة وراسخة"، على الرغم من الصراع الدائر مؤخراً حول الأسلحة النووية.